ما هي الأزمة البحرية لحرب الأنجلو الفرنسية؟

اقرأ في هذا المقال


في عام 1777 ميلادي سقطت مدينة فيلادلفيا وأعلن الإنجليز استسلامهم، وبعد ذلك الخبر قام الملك “لويس السادس عشر” بعقد مفاوضات من أجل التحالف.

الأزمة البحرية لحرب الأنجلو الفرنسية:

قامت فرنسا بتوقيع معاهدة، وبعد توقيع المعاهدة أعلنت فرنسا الحرب على بريطانيا وجرت حينها عدة صراعات بحرية بين بريطانيا وفرنسا، لم يكن الإنجليز مرحبين بفكرة الحرب مع فرنسا، إلا أنهم قد استعدوا لها أتم استعداد، وقد كان الإنجليز في كل مرة يحاولون عدم الخوض مع فرنسا ويسعون على تجنبها، إلا أن فرنسا في كل مرة كانت مصرة على تلك الحرب، وقد قامت فرنسا بنشر جميع قواتها في الأراضي البرية من أوروبا، أما في الصراعات البحرية فقد قامت بريطانيا بهزيمة القوات البحرية الفرنسية.
وقد حققت بريطانيا حينها عدة انتصارت على الفرنسيين، فقد كانت أهم انتصاراتهم في الهند الغربية وأمريكا الشمالية، وقد أثر الموقع الاستراتيجي لبريطانيا في تلك الفترة على علاقة تحالف بريطانيا مع الدول الأوروبية، وخاصةً مع إلغاء تحالفها مع مملكة بروسيا، وفي ذلك الوقت حاولت بريطانيا بشتى الطرق الحصول على حليف قوي لها يضاهي قوته قوة فرنسا، ورغم جميع المحاولات التي قامت فيها بريطانيا، إلا أنها لم تجد أية دولة تقبل بالتحالف معها والقيام معادية فرنسا، وفي تلك الحالة أصبحت بريطانيا في حالة خطر شديدة؛ كونها تقاتل فرنسا وحدها دون حليف.
وقد بقيت فرنسا وبريطانيا تتصارعان ؛ من أجل السيطرة على القناة الإنجليزية، وقد كانت نتيجة تلك الحرب غير حاسمة، حيث لم يتم انتصار أية دولة خلال تلك الحرب، أصبحت أوروبا ساحة للمعارك وقد أصبح الوضع فيها سيء للغاية، فقد كانت جميع الدول الأوروبية تقاتل؛ من أجل الإثبات بأنها الأقوى بحرياً، فقامت فرنسا بقطع الغذاء والمواد التموينية عن بريطانيا، فأصبح الكثير فيها يموت من الجوع والمرض، فقد عانى الفرنسيين والإنجليز من طبيعة المناخ في البحر الكاريبي والذي أدى ذلك المناخ إلى إصابتهم بالمرض.
وفي عام 1783 ميلادي دار صراع آخر بين بريطانيا وفرنسا في جزر الهند الشرقية، وذلك بعد محاولة بريطانيا على المحافظة على موقعها الإستراتيجي في آسيا، وبعد عدة صراعات استولت بريطانيا على وقامت بالاستيلاء على بعض القبائل الهندية.
وفي عام 1779 ميلادي قامت إسبانيا وفرنسا بتوقيع اتفاقية؛ من أجل استعادة بعض المناطق التي تم سلبتها بريطانيا، وقامت إسبانيا بعد ذلك بطرد البريطانيين من أمريكا الوسطى الإسبانية، وكما كان هدف فرنسا أيضاً من تلك المعاهدة العمل على طرد بريطانيا من المزارع التي كانت تحت الحكم الفرنسي، ومن أجل استعادة فرنسا تجارتها الحرة مع الهند، وقد دخلت إسبانيا من أجل إستعادة جبل طارق والذي سلبته منها بريطانيا، فقامت إسبانيا بقصف جبل طارق، وقامت إسبانيا بعدة هجمات بحرية؛ من أجل قطع الإمدادات الغذائية عن المغرب.
وفي عام 1781 ميلادي قام القائد البحري للقوات الفرنسية في جزر الهند الغربية، بوضع خطة من اجل إرشاد القوات الإسبانية والفرنسية في الحرب، وقد كان الأهداف من تلك الخطة، هو مساعدة أمريكا على هزيمة القوات الإنجليزية البحرية الموجودة في نيويورك، وسعي فرنسا بالقيام على الاستيلاء على بعض الجزر البريطانية، والعمل على غزو جزيرة جامايكا والتي كانت تلك الجزيرة تحت الحكم البريطاني، وقد كان هدف فرنسا من تلك الخطة هو العمل على استسلام الجيش البريطاني، وقد أطلق على تلك الخطة اسم “دي جراس”.
وكانت جزيرة جامايكا من أكثر من المستعمرات البريطانية ذات الأهمية الإقتصادية، وقد كانت جزيرة جامايكا من أكثر الدول المنتجة للسكر، فقد كانت بريطانيا تعتمد في اقتصادها عليها في الدرجة الأولى، فسعت بريطانيا بجميع الطرق من أجل حماية تلك الجزيرة، فقامت فرنسا بغزو جزيرة جامايكا، وعلى الرغم من ذلك الغزو، إلا أنها بقت تحت الحكم البريطاني، وفي نهاية الصراع الفرنسي البريطاني البحري، قامت فرنسا بالدفاع عن البحر الكاريبي بشتى الطرق من الغزو الإنجليزي.
وبعد عدة الصراعات جرت عدة مفاوضات بين بريطانيا وإسبانيا وفرنسا، وقد قامت القوات الفرنسية على تدمير المراكز التجارية البريطانية، وعلى الرغم من هذا التدمير، إلا أنها لم تستطع على أراضيها، وقد كان الفرنسيون يستولون على معظم الجزر البريطانية التي كانت موجودة في الهند، وقد استولت بريطانيا على بعض الجزر الفرنسية، وتم بعد ذلك عقد معاهدة بين فرنسا وإسبانيا وبريطانيا تم من خلال تلك المعاهدة، استرجاع كل دولة أراضيها المسلوبة.


شارك المقالة: