الأساليب الحياتية في العصر الفرعوني
بعد زمن الثورات الاجتماعية نجد أن الأسلوب الأكاديمي الجميل الذي ساد فن الرسومات طوال فترة الأسرات الست الأولى مع محدودية متنوعة، ففي الأسرة الحادية عشرة كان الرسم في جبانات الأفراد في مصر العليا يفتقد إلى الرشاقة فيبرز صوراً لأشخاص نحيلة الملامح وبارزة التقاطيع، وتستطيل الأطراف استطالة بعيدة عن المألوف.
الفنون التطبيقية
إن مشغولات الحياة اليومية التي لا تكاد من كثرتها تقع تحت الحصر وكانت تتكدس في المقابر بأكبر قدر من العناية، وبهذا نستطيع التعرف على القطع التي كانت تعين المصريون القدماء في حياتهم اليومية من أثاث وحلي وأدوات الزينة والأكل، سواء كانت أشياء ذات فائدة أو تستخدم فقط للزينة.
الأثاث
كانت تصاميم المقاعد والكراسي بظهر منخفض أحياناً والارائك بظهر مرتفع والمتكآت جزءاً من الأثاث الهام المصنوع من خشب أشجار الجميز أو السنط أو الصفصاف، وفي العصور القديمة كانت القوائم على شكل قوائم الثيران التي تغشّى أحياناً حوافرها المحززة برقائق من النحاس والذهب، وتم اتخاذها بعد ذلك على شكل قدم أسد.
أما بالنسبة للأسِرّة فقد كانت تصنع من خشب النخيل أو الأرز المغشّى برقائق من ذهب، وتتكون من ملّة من ألواح خشب مضمونة وألياف نبات القُنّب المجدولة، كما كانوا يستخدمون الصناديق لحفظ الملابس أو أدوات الأكل أو المجوهرات بالإضافة إلى صناديق صغيرة وموائد صغيرة ومناضد وكنبات تتسع لشخصين.
الحُليّ
صنع الصوّاغ في مصر القديمة روائع في آية الجمال اعتباراً من الأسرة الثامنة عشرة، فكانت القلادات والصدريات والأكاليل والأساور والخواتم والأقراط ما زالت تتموج ببريقها، وكان المصريون القدماء مولعون بالتناغم والتناسق الناتج عن التآلف بين الذهب والفضة والعقيق الأحمر واللازورد والفيروز.
أدوات الزينة
إن المرايا كثير وأشكالها ثابتة لا تتغير فهي قرص معدني من النحاس أو من البرونز وهذا اعتباراً من الأسرة الثانية عشرة، وقد صقل صقلاً على وجهيه بعناية فائقة ويحمله مقبض يصور أشكالاً مختلفة، أما الصناديق الصغيرة الخاصة بالحسناوات وكانت تحتوي على أحقاق وأوعية صغير لحفظ مساحيق التجميل والخلاصات العطرية، وكانت هذه العلب بسيطة على شكل غزلان أو جراد، كما تم استخدام قوارير من الزجاج المقولب على شكل فاكهة لاحتواء العطور.
أدوات الأكل
تم صناعة أدوات الأكل في البداية من الطين المحروق يدهن بعد ذلك بطلاء شفاف، ولكن بعد وقت ليس ببعيد أصبحت تصنع من مواد ذات قيمة أكبر كالأباريق النحاسية والدوارق البرونزية وأدوات أكل من الألبستر، وإن الأواني التي صنعت من الفخار كانت للاستخدام المنزلي بلا حصر لا سيما الأواني الخزفية أو المصنوعة من الطين المحروق لتوضع فيها الحبوب والسوائل.
تحدثنا في هذا المقال عن الأساليب والأدوات التي كانت تستخدم في عصر الفراعنة، كما ذكرنا بداية الصناعات لكل منها.