الإبادة الجماعية الكمبودية
مع بداية عام 1975 ميلادي قام الخمير الحمر بتنفيذ حملة إبادة جماعية، الأمر الذي أدى إلى موت أعداد كثيرة من سكان كمبوديا، فقد كان الخمير الحمر يهدف إلى تحويل الدولة إلى جمهورية زراعية ذات نظام اشتراكي، فقام بتغير اسم الدولة إلى اسم جمهورية كمبوتشيا الديمقراطية.
أسباب الإبادة الجماعية الكمبودية
وقام الخمير الحمر بعدة أعمال من أجل تحقيق أهدافهم، ومن بين الأعمال التي قاموا بها إخراج الشعب الكمبودي من أراضيهم وإجبارهم على الانتقال إلى معسكرات للعمل في الريف، وبدأوا في عمليات الإبادة الجماعية وأجبروا السكان على العمل بنظام السخرة في الأراضي وتم قطع عنهم الطعام، الأمر الذي أدى إلى انتشار الأمراض ومعاناة الشعب من سوء التغذية، ونتيجة لذلك مات أعداد كبيرة منهم وتم قتل أعداد كبيرة بواسطة الرصاص والذين كان يتم دفنهم بمقابر جماعية.
كما كان يتم عملية خطف الأطفال وإجبارهم على ممارسة الرذيلة؛ ممّا أدى إلى هروب الكثير منهم إلى فيتنام، وفي عام 1979 ميلادي قام فيتنام بغزو كمبوديا، خلال حكم الخمير الحمر كان يقومون بعملية اعتقال كل من له صلة بالحكومة الكمبودية ويقومون بإعدامه، بالإضافة إلى قيامهم باعتقال العمال والمهنيين والراهبين ومجموعة الأقليات، ولعل تلك الفترة من الحكم وفي نظر الجميع كانت عبارة من أكثر فترات الحكم دموية وأكثرها ألماً.
كما كان تتم عمليات الإبادة الجماعية للأقليات العرقية والدينية، كما كان يمنع تواجد الصحفيين والعمل على قتلهم، ومن بين الفئات المستهدفة كان الصينيين البوذيين والفيتناميين الأثنين و الكمبوديين المسيحيين، ومن الأعمال الوحشية التي كانت تقام العمل على إجبار تجنيد الأطفال وإجبارهم على القيام بعمليات القتل والمشاركة في العمليات الوحشية، وعلى الرغم من الأعمال الوحشية، إلا أنّ الخمير الحمر لم يعترفوا بتلك الأعمال.
في عام 2001 ميلادي قامت الحكومة الكمبودية بتأسيس محاكمة الخمير الحمر؛ وذلك من أجل محاكمة أعضاء الخمير الحمر والذين كانوا مسؤولين عن عملية الإبادة الجماعية التي حصلت في كمبوديا، وخلال تلك المحكمة تمكنت الحكومة الكمبودية من إصدار عدة أحكام بحق من قام بعملية الإبادة وتم إعدام أعداد كبيرة منهم، فقد اعتبرت كمبوديا تلك الفترة من أسوأ الفترات التي عاشها شعبها.