الثورة الهولندية:
الثورة الهولندية: هي ثورة قامت في الأقاليم الهولندية من الأراضي المنخفضة ضد حكم ملك إسبانيا الكاثوليكي لهولندا، وقامت المدن الجنوبية الهولندية للانضمام إلى الثورة في البداية، والتي قامت فيما بعد بالانضمام إلى إسبانيا، وبدأت هولندا تعاني من صراعات ثقافية ودينية في أراضيها والتي تم قمعها من قِبل ملك هابسبورغ، وحققت تلك الثورات النجاح نتج عنها تأسيس الجمهورية الهولندية المستقلة.
بداية الثورة الهولندية:
خلال فترة العصور الوسطى قامت دوقية بورغونيا والتي تعتبر أحد أقاليم فرنسا بالكثير من الفتوحات والتوسعات، وتمكنت من السيطرة على الأقاليم السبعة عشرة والتي كانت تضم أراضي الإمبراطورية الرومانية ومملكة هابسبورغ التي ضمت لوكسمبورغ، هولندا، بلجيكا، في ذلك الفترة كانت هولندا البورغوندية ما تزال قائمة ولم تتعرض لأي هجوم وكانت تحت حكم الملك الإسباني “كارلوس الخامس” والذي كان يحكم جميع الولايات البورغوندية، كانت هولندا جزء من تلك الولايات.
في عام 1561 ميلادي أصبحت إسبانيا من أكبر الإمبراطوريات وقامت بتوسعة أراضيها واستولت على قارتي أمريكا الوسطى والشمالية، وتمكن الملك “كارلوس الخامس” السيطرة على ملكية عائلة “آل هابسبورغ”، وأصبح إمبراطوراً للإمبراطورية الرومانية المقدسة، ومع بداية القرن السادس عشر ميلادي تمكن من ضم الأراضي المنخفضة، في البداية قامت بعض المقاطعات الهولندية بالتمرد ورفض حكم كارلوس لهم، وكانت مقاطعة فريزلاند من أهم المقاطعات المتمردة وأغناها؛ ممّا جعلها مطمع لفرنسا وحاولت السيطرة عليها.
تميزت معظم المقاطعات الهولندية خلال فترة حكم “كارلوس الخامس” بالغنى والتقدم، وأصبحت إمبراطورتيه التي كانت تضم جزء من أراضي القارات الأمريكية وأراضي أوروبا من أكبر وأغنى الإمبراطوريات، وعلى الرغم من القوة والغنى التي تميزت بها، إلا أنّ كانت هناك عدة سيئات بسبب كبر مساحتها، فلم يكن بالإمكان السيطرة على الأقاليم الكثيرة التي كانت مسيطر عليها “كارلوس الخامس”، فقد كانت تتعرض للكثير من الغزوات، فكان من الصعب حمايتها وصد الهجمات عنها.
بدأت إمبراطورية كارلوس بالتعرض للكثير من الهجمات وخاضت الكثير من الحروب، والتي كانت حربها مع فرنسا والدولة العثمانية وألمانيا والحروب الإيطالية من أهم الحروب التي خاضتها؛ ممّا دفع هولندا إلى رفع الضرائب على الشعب؛ وذلك من أجل تمويل الحرب وتم إلغاؤها لعدم فائدتها، في منتصف القرن السادس عشر ميلادي أخذ المذهب البروتستانتي بالانتشار بشكل كبير في شمال أوروبا، ليصبح من أهم المذاهب المسيطرة في هولندا ويقوم بإصدار القرارات على الرغم من قلة عددهم.
كانت هولندا تعتمد في نظامها على السلام والاستقرار ورأت في المذهب البروتستانتي تهديداً لأمنها واستقرارها وقررت القضاء عليهم، حاول البروتستانتيون القضاء على مظاهر البذخ والإسراف التي كان يقوم بها النبلاء ورجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية؛ ممّا أدى إلى قيام هولندا بقمع تلك الجماعات وإلغاء وجودها وإرجاع هولندا إلى النظام الكاثوليكي وتم نشر محاكم التفتيش الإسبانية وإلغاء وجود محاكم التفتيش الهولندية التي تم اعتبارها تقوم بنشر الكراهية والعنصرية بين الشعب.
مع نهاية العصور الوسطى قامت هولندا بإضافة طبقة النبلاء للمشاركة في إدارة المؤسسات الإدارية فيها، حيث كان يتم إدارتها من قِبل طبقة المتوسطة والتي تم ترفيعها عبر العصور، واحتوت هولندا في ذلك التاريخ على الكثير من الطبقات النبيلة والأغنياء والتجار؛ ممّا ساعدها على تعيين قائد مؤسساتها بكل استقلالية وتم اختيار مدينة بروكسل لتكون عاصمة للأقاليم السبعة، سعى الملك “كارلوس الخامس” بالعمل على زيادة سلطة الحكومة في الإمبراطورية وجعلها المسؤولة عن وضع القوانين والضرائب.
قام “كارلوس الخامس” بتغيير نظام المدن الذي كان متبعاً، فقام بتعيين حاكم إداري لكل إقليم ويكون تابع له، وعند قدوم ملكة المجر “ماريا” قامت بإلغاء ذلك النظام، وفي عام 1556 ميلادي قام الملك “كارلوس الخامس” بالتنازل لابنه الملك “فيليب الثاني” والذي كان ملكاً لإسبانيا، وعانت هولندا خلال فترة حكمه كثيراً فلم يتبع نظام الحكم الذي كان يتبعه والده فقام برفع الضرائب؛ ممّا أدى إلى قيام الثورات والتمردات في هولندا، واستمرت الثورات حتى قامت حرب الاستقلال الهولندية.
قامت هولندا بوضع طبقة النبلاء والعمل على إقامة حكومة جديدة وتغيير الأنظمة التي كانت متبعة من قبل، وأسست البرلمان الذي قام بإصدار القرارات برفض الضرائب التي أصدرها الملك “فيليب الثاني” والذي تمكن في البداية من قمع التمردات؛ ممّا دفع الجمهورية الهولندية التحالف مع فرنسا ضد إسبانيا، وتعتبر الثورة الهولندية جزء من حرب الاستقلال الهولندية.