الحرب الأنجلو العراقية:
حرب الأنجلو العراقية: هي حرب قامت بعد الحرب العالمية الثانية بين بريطانيا وبين الثوار العراقيين للتخلص من الاستعمار البريطاني في عام 1941 ميلادي ولم يتمكن الثوار من هزيمة بريطانيا وإخراجهم من أراضيهم، ونتج عن الحرب عودة بريطانيا مرةً أخرى للسيطرة على العراق.
بداية حرب الأنجلو العراقية:
قبل قيام الحرب العالمية الأولى كانت العراق واقعة تحت حكم الإمبراطورية العثمانية، وبعد انتهاء الحرب، قامت بريطانيا بوضع العراق تحت حمايتها وتم توقيع اتفاقية يتم بموجبه وضع بريطانيا قواعدها العسكرية في العراق، كما طالب بريطانيا بالسماح لها التنقل في الأراضي العراقية، في تلك الفترة كانت العراق تعاني من ثورات ضد الحكومة العراقية والتي كانت تطالب بإنهاء وجود بريطانيا في أراضيها، فكان الشعب العراقي يطمح إلى النهضة بالعراق وجعل بلادهم أكثر استقراراً وتحسين الاقتصاد، ونالت تلك الثورات رضاء الشعب العراقي، وطالب الشعب العراقي العمل بإقالة رئيس الحكومة العراقية.
في تلك الفترة حاولت بريطانيا السيطرة على العراق بكافة الطرق، وكانت أوروبا حينها تعاني من صراعات بين الدول الأوروبية، فقد كان هناك صراع بين فرنسا وألمانيا وإيطاليا، وعانت بريطانيا من خسائر في الحرب، الأمر الذي أدى إلى مطالبة العراق الخروج من العراق، فقامت الأحزاب العراقية المطالبة من الحكومة في العراق التعاون مع الحلفاء ضد بريطانيا، لكن العراق كانت تعلم بأنّ بريطانيا دولة قوية ولا يمكن هزيمتها بسهولة، فقررت في النهاية التعاون مع دول الحلفاء وتصعيد الحرب ضد دول المحور، وقامت دول الحلفاء بوعد العراق مساندتها وتخليصها من الحكم البريطاني.
كان الوجود البريطاني في العراق له ميزات كثيرة بالنسبة لبريطانيا، فقد كانت بريطانيا مسيطرة على النفط العراقي، كما أنها كانت تسيطر على التجارة، كون العراق تعتبر دولة ذات موقع استراتيجي، فرأت بريطانيا بأنّ خسارتها للعراق سوف يكون كارثة بالنسبة لها، فحاولت العمل على استفزاز الحكومة العراقية لترى بماذا تخطط الحكومة ضدها، فلاحظت بأنّ الحكومة العراقية كارهة لوجود بريطانيا في أراضيها وتحاول التخلص منها، في ذلك الوقت كانت بريطانيا تتعرض لضربات من قِبل ألمانيا، الأمر الذي أدى إلى إضعافها وإضعاف سيطرتها في العراق.
في ذلك الوقت قام رئيس الوزراء العراقي بتقديم استقالته، وأصبحت العراق تعاني من فراغ سياسي في أراضيها، الأمر الذي دفع الأحزاب العراقية إلى الدخول في صراعات لتولي السيطرة على العراق؛ ممّا دفع بريطانيا للتدخل لحل الصراعات السياسية في العراق، تم تشكيل حكومة مؤقتة في العراق لإدارة أمور الدولة، لكن بريطانيا رفضت الاعتراف بتلك الحكومة ورأت بأنّ العراق تعاني من وجود ثوار فيها وأنّ الحكومة المؤقتة لا يمكنها السيطرة عليها، ولا بد لبريطانيا بالتدخل وإعادة الاستقرار إلى العراق، الأمر الذي أزعج الحكومة الجديدة وقامت بإرسال القوات العسكرية للتصدي لقرار بريطانيا.
لم تكن بريطانيا تهتم للخلافات في الحكومة العراقية ولا لوضع الاستقرار فيها، إنما كانت تسعى إلى بسط سيطرتها مرةً أخرى على الأراضي العراقية، في ذلك الوقت كانت بريطانيا تقوم بتجهيز قواتها العسكرية للسيطرة على العراق وقامت بتدريب قواتها العسكرية بشكل سري، وكانت العراق تقوم بتدريب قواتها العسكرية، لكن بريطانيا منعتها من ذلك؛ وذلك بحجة عدم الخوض في الحرب، وكانت بريطانيا تعاني حينها من خسائرها في المعارك ضد دول المحور، حاولت العراق التواصل مع ألمانيا وإيطاليا للوقوف إلى جانبها في الحرب ضد بريطانيا؛ ممّا أدى ذلك إلى غضب بريطانيا وإصرارها السيطرة على العراق.
حاولت بريطانيا بالعمل على إدخال قواتها العسكرية إلى الأراضي العراقية، وذلك بحجة أنها سوف تقوم بإرسالها إلى بريطانيا للمشاركة في الحرب والدفاع عن أراضيهم؛ ممّا أدى إلى نشوب صراع بين بريطانيا والعراق، وقامت العراق بإرسال قواتها العسكرية وتمكنوا من السيطرة على بعض المدن العراقية، قامت بريطانيا بإرسال طائرتها للقيام بمناورات فوق الأراضي العراقية، فقامت العراق بالطلب من بريطانيا العمل على وقف حركة طائرتها، لكنها رفضت، وفي صباح اليوم التالي قامت بريطانيا بإطلاق الصواريخ على المدن العراقية.
لم تقم بريطانيا بإيقاف الحرب، وقالت بأنّ غزوها للعراق يعتبر جزء من مشاركتها في الحرب العالمية الثانية، ولا بد لها من تحقيق النصر، كانت بريطانيا تملك قوة كبيرة في الحرب، لكنها كانت تعاني من وجود بعض رعاياها المأسورين في العراق؛ ممّا دفع العراق إلى استغلال ذلك الموقف والقيام ببدء الهجوم على الجيش البريطاني؛ ممّا دفع بريطانيا إلى القيام بقصف بعض المدن العراقية، الأمر الذي دفع الحكومة العراقية إعلان انسحابها من الحرب.