الحرب البونيقية: هي الحرب التي دارت بين روما وقرطاج، كما كان يطلق عليها اسم الحرب البونية وحرب الثلاثة؛ وذلك لأنها دارت على ثلاثة مراحل.
الحرب البونيقية الأولى:
يعود السبب الرئيسي لقيام الحرب البونيقية بين الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية القرطاجية هو قيام كلا الإمبراطوريتين بعمليات التوسع بشكل كبير، حيث كانت بداية توسع الرومان في صقلية، حيث أن صقلية حينها تقع تحت حكم القرطاجيين، حيث كانت قرطاج هي القوة المسيطرة في البحر المتوسط، حيث أنها كانت تملك أكبر إمبراطورية بحرية في المنطقة، وفي ذلك الوقت أخذت قوة روما تبدأ بالسيطرة على السلطة الإيطالية، ودارت حرب كبيرة بين الإمبراطوريتين ونتج عن تلك الحرب الكثير من القتلى، وقد انتهت الحرب بسيطرة روما على إمبراطورية قرطاج وقاموا بهدمها.
وبعد انتصار الإمبراطورية الرومانية أصبحت حينها أكبر وة مسيطرة في البحر المتوسط، وفي ذلك الوقت حدثت عدة أحداث أدت إلى بروز الإمبراطورية الرومانية وفرض سيطرتها، منها هزيمة الإمبراطورية السلوقية ونهاية الحروب المقدونية، وقد ساعدت تلك الأحداث جميعها في جعل الإمبراطورية الرومانية هي القوة المسيطرة المهيمنة في أوروبا وأفريقيا.
وفي عام 288 قبل الميلاد فقد الإيطاليين العالمين في الجيش أجورهم؛ ممّا أدى ذلك إلى غضبهم وقيامهم بالسيطرة على مدينة ميسينا الإيطالية وأطلقوا على أنفسهم لقب “آله الحرب”، فقاموا حينها بمهاجمة جزيرة صقلية، وأصبح بعد ذلك “هيرون الثاني” حاكماً في جزيرة صقلية، فقاموا حينها بطلب المساعدة من روما، فقامت روما بإرسال جيش لمساندتهم؛ وذلك خوفاً من يام دولة قوية في مدينة ميسينيا كونها قريبة من جنوب إيطاليا، ومن هنا بدأت الحرب البونيقية الأولى.
وفي بداية الحرب لم تحقق روما نصراً، فقامت في عام 263 ميلادي بإرسال جيشاً ثانياً والذي قام ذلك الجيش بالسيطرة على بعض مدن صقلية، بعد النجاح الذي حققته روما قام الحاكم “هيرون الثاني” بالتحالف مع روما ونقض تحالفه الذي كان مع قرطاج، ورأت روما في ذلك فرصة لها لكي تسيطر على جميع مدن صقلية.
وبدأت روما ببناء أسطولها البحري العسكري، حيث أنها في السابق لم يكن لديها أية سفن؛ ممّا أدى ذلك إلى أن يكون الأمر مرهقاً عليها، وقامت روما بتجهيز سلاح جديد لديها ود حققت روما عدة انتصارات في البحر حينها، وفي عام 255 ميلادي قامت روما بمهاجمة قرطاج وجرت بينهم عدة صراعات وقد انتهت الحرب البونيقية الأولى بانتصار روما بعد استسلام قرطاج.