ما هي الحرب العثمانية الهاسبورغية؟

اقرأ في هذا المقال


الحرب العثمانية الهابسبورغية:

الحرب العثمانية الهاسبورغية: هي مجموعة من الحروب التي قامت بين مملكة هابسبورغ والإمبراطورية العثمانية، وبدأت في القرن السادس عشر ميلادي واستمرت لمدة قرنين، وكانت مملكة المجر والإمبراطورية الرومانية  من الدول التي وقفت إلى جانب مملكة هابسبورغ.

أسباب قيام الحرب العثمانية الهاسبورغية:

مع بداية القرن السادس عشر ميلادي أصبحت الإمبراطورية العثمانية تشكل خطراً على أوروبا، وكانت تسعى إلى تحقيق مكاسبها وتوسعة أراضيها، وتمكنت من تحقيق عدة انتصارات والتي كان أهمها معركة موهاج استطاعت من خلالها الاستيلاء على معظم أراضي مملكة المجر، وفي القرن السابع عشر ميلادي تم ضم أراضي المجر إلى مملكة هابسبورغ، وذلك بعد تشكيلها حلف مع الدول الأوروبية ضد الإمبراطورية العثمانية، وحقق الحلف النصر استعادوا المجر.

شاركت النمسا بالحرب ضد العثمانيين، وذلك بعد تحالفها مع روسيا، وفي الحرب العالمية الأولى شكلت الإمبراطورية العثمانية والنمسا تحالفاً واحداً، في تلك الفترة كانت مملكة هابسبورغ تسعى إلى السيطرة على دول أوروبا الوسطى، وخاضت الكثير من الحروب؛ ممّا جعل لها مكانة في أوروبا وضمنت وقوف الدول إلى جانبها.

بداية الحرب العثمانية الهاسبورغية:

خلال فترة القرن الخامس عشر ميلادي شكلت مملكة هابسبورغ قوة عظمى في أوروبا، حيث كان ملوكها يحكمون المجر والإمبراطورية الرومانية المقدسة، وكانت الصراعات بين المجريين والعثمانيين قائمة، وتخوفت أوروبا من الانتصارات التي حققها العثمانيين، فأرادوا إيقاف توسعهم، كانت الإمبراطورية الرومانية في تلك الفترة مشغولة في ثورات البلقان، وعلى الرغم من ذلك تمكنت من مشاركة المجر في حدودها، الأمر الذي أغضب النمسا والتي أرادت الاستيلاء على الحكم في المجر، الأمر الذي أدى إلى بداية الصراع.

خلال تلك الفترة كانت النمسا تعاني من وضع اقتصادي سيء، فقررت بفرض الضرائب على العثمانيين، لكن ذلك الأمر لم يحقق نجاحاً؛ ممّا دفع ملك النمسا إلى طلب الأموال من أخيه ملك المجر، على الرغم من الوضع المادي الجيد للمجر، إلا أنّها كانت تخوض حرباً ضد الإمبراطورية العثمانية وخسرت الكثير من أراضيها وأموالها، وكانت بحاجة لتلك الأموال.

حاول العثمانيون السيطرة على فيينا، لكنهم لم يتمكنوا، ويعود ذلك إلى عدة أسباب ومنها؛ أنهم لم يكونوا يملكون الأسلحة التي تساعدهم في الصمود أمام النمساويين، بالإضافة إلى القوة المنيعة التي تمتع بها سور فيينا، وسوء الأوضاع الجوية التي دفعتهم إلى التراجع، وبدأت الحرب وتم هزيمة العثمانيين فيها.

بعد هزيمة العثمانيين في فيينا، حاولوا الدخول إلى الأراضي الغربية من المجر “بودا”، وحاولوا الاستيلاء عليها، ليدور صراع بين النمساويين والعثمانيين، وتم بعد ذلك الصراع عقد صلح بينهم دام لفترة طويلة، على الرغم من السلام، إلا أنّ الصراعات على الحدود ما زالت قائمة، فقد كان النمساويين يريدون حكم المجر، ودخلوا في صراع مع العثمانيين وتمت هزيمتهم، وتمكن العثمانيين السيطرة على منطقة بودا.

وبقيت المناطق الغربية والشمالية المجرية تحت سيطرة عائلة “آل هابسبورغ”، أما المناطق الجنوبية والوسطى تحت سيطرة العثمانيين، كان كلا الطرفين يخطط وبشكل سري إلى تحقيق أهدافة، حيث كانت مملكة هابسبورغ تسعى إلى استعادة بودا والإمبراطورية العثمانية خططت من جديد لغزو فيينا، كما كانت مملكة هابسبورغ مشغولة أيضاً في استعادة أراضيها التي سلبها منها في الحروب الأوروبية.

في ذلك الوقت بدأت الإمبراطورية العثمانية ببناء أسطولها البحري، حاولت السيطرة على قبرص وجزيرة رودس اليونانية، بقيت قبرص تابعة لجمهورية البندقية، حاول العثمانيون معاودة السيطرة على قبرص وتمكنوا من السيطرة عليها، وعلى الرغم من ذلك لم يتمكنوا من هزيمة مملكة هابسبورغ في المعارك البحرية.

عادت الصراعات من جديد بين الإمبراطورية العثمانية والنمسا، وكان العثمانيون في وضع عسكري سيئ، وقام حلفائهم بسحب سفنهم العسكرية، وتمكن النمساويين من تحقيق انتصارات متتالية؛ ممّا أغضب العثمانيين وحاولوا تجهيز قواتهم العسكرية وهزيمتهم.

مع بداية القرن التاسع عشر ميلادي أصبحت قوة النمساويين والعثمانيين بالتراجع، أما القوات العسكرية الأوروبية وخاصة أمام فرنسا وبريطانيا وروسيا، حيث لم يكن لديهم الأسلحة التي كانت تملكها تلك الدول، الأمر الذي دفع النمسا إلى تشكيل تحالف مع المجر وتشكيل الإمبراطورية النمساوية المجرية.

حاولت الإمبراطورية العثمانية تحسين أوضاعها العسكرية وأخذ الخبرة العسكرية من الدول الأوروبية، وفي الحرب العالمية الأولى شكلت الإمبراطورية العثمانية والنمسا تحالفاً؛ وذلك من أجل الوقوف في وجه التحالف الألماني الروسي ومنع توسعهم.


شارك المقالة: