حروب الجمهورية الإسبانية الثانية:
خاضت جمهورية أسبانيا الثانية خلال الفترة الأخيرة من تاريخها الكثير من الحروب، وخلال تلك الفترة تعرضت للكثير من التمردات، وقام بحكمها ثلاثة حكومات، فقد تولى حكمها حينها الأحزاب الجمهورية والأحزاب الاشتراكية، وكان الحزب الجمهوري هو الحزب الرئيسي في حكم الدولة، وقام الحزب الاشتراكي على مساعدة الجبهة القومية والتي كانت بقيادة فرانكو على التمدد السيطرة على الحكم.
بداية حروب الجمهورية الإسبانية الثانية:
تعرضت المحميات المغربية التي كانت تابعة لإسبانيا إلى مجموعة من التمردات، وبدأت تلك التمردات بالانتشار حتى وصلت إلى شبه الجزيرة، وبعد تلك التمردات قام العمال للمطالبة بالعمل على تسليح الشعب، لكن تم رفض ذلك الطلب من قِبل السياسيين الإسبان؛ وذلك لأن ذلك الأمر يعتبر في نظرهم أمر من الممكن أن يؤدي إلى انقلاب عسكري على الجمهورية، قامت جمهورية إسبانيا الثانية بعد تلك التمردات بتأسيس حكومة جديدة تحتوي على أعضاء من الحزب الشيوعي الإسباني وحزب الاتحاد الإسباني لليمين المستقبل، وكانت تلك الأحزاب مدعومة بكل قوي من قِبل الشعب الإسباني.
حاولت تلك الحكومة التفاوض مع جبهة التمرد والسعي إلى الوصول إلى اتفاق دون استخدام السلاح، إلا أنّ جبهة التمرد رفضت التفاوض والتنازل عن مطالبها؛ ممّا دفع الحكومة إلى تقديم استقالتها والعمل على تشكيل حكومة جديدة تتكون من أعضاء من الحزب اليسار الجمهوري وكان ذلك الحزب مدعوماً بشكل كبير من الحزب الاشتراكي، فقامت الحكومة بإصدار أوامر بضرورة تسليح جبهة العمال، ولم يكن ذلك القرار صائباً بالنسبة للدولة، فلم تقوم الجبهة العمالية بالخروج والدفاع عن الدولة والوقوف في وجه جبهة التمرد؛ وأصبحت الجمهورية الإسبانية الثانية في حالة من الفوضى.
في ظل الأوضاع التي تمر بها الجمهورية الإسبانية الثانية والتي اعتبرها الجميع بالفشل، فلم تستطع الدولة العمل على تشكيل حكومة من أهم الأحزاب في الدولة والتصدي للثوار والمتمردين والذين كانوا يعتبرون أنفسهم بأنهم هم الدولة، على الرغم من أنهم لم يكونوا سواء عبارة عن مجموعة خارجة عن القانون.
أخطأت الدولة في العمل على جعل السلاح في أيدي جميع الأحزاب وطبقات المجتمع، فقد رأى الفلاحون والعمال بأنّ تلك فرصة بالنسبة لهم للتخلص من حكم الجمهورية غير العادل والعمل على تحسين أوضاعهم، بدأ الثوار بالسعي للحصول على مدينة مدريد وجعلها تحت سيطرتهم، كما أنّ الحكومة تمكنت من حمايتها وتحقيق النصر على المتمردين.
