قامت الإمبراطورية الرومانية بحملة على شبه جزيرة أيبيريا، إلا أنها لم تتمكن من استدراج القوات العسكرية القرطاجية إلى معركة عسكرية حاسمة، حيث قام القرطاجيون بمراوغة الرومان قاموا بالتقدم نحو شبه الجزيرة الإيطالية وذلك عن طريق بلاد الغال، فقام حينها الرومان بملاحقة القرطاجيون نحو شمال أيبيريا؛ وذلك من أجل إبعاد الحرب عن إيطاليا، حيث كانت شمال إيطاليا في تلك الفترة تعاني من تمرد بعض القبائل فيها.
الحملة الرومانية على أيبيريا:
أثناء حكم القرطاجيين لايبيريا لم يكن الايبيريين راضين عن ذلك الحكم، إلا أن تقاعس الرومان في الوقوف إلى جانبهم ومساندتهم أدى ذلك إلى غضبهم من الرومان، فقد كان القائد العسكري القرطاجي حينها يقوم بحكم أيبيريا فقام بالحصول على دعم السكان وقاموا بالوقوف إلى جانبه في حربه ضد الإمبراطورية الرومانية، ودارت في عام 218 قبل الميلاد معركة بين القرطاجيين والرومانيين والذي أطلق على تلك المعركة اسم “معركة سيسا” وقد حقق الرومانيون النصر في تلك المعركة.
وقام الرومانيون بالتحالف مع قبائل المساليين والتي كانت تسكن تلك القبائل في بلاد الغال، وقد أدى ذلك التحالف على تشكيل خطر على القرطاجيين، فقام القرطاجيين بمهاجمة أسطولا المتحالفين لكي يقوموا بهزيمتهم، وعلى الرغم من القوات العسكرية الرومانية كانت أكثر عدداً وقوة، إلا أن القرطاجيين أصروا على مواجهة الرومان رغم قلة عددهم مقارنةً بالرومانيين، كما أنه لم تكن القوات العسكرية القرطاجية منظمة بشكل كافي، وتم في تلك المواجهة هزيمة القرطاجيين وكانوا قد فقدوا الكثير من أسطولها العسكري.
وقامت القوات القرطاجية بالتراجع بعد تلك الخسائر، وقد كان الرومان محاصرين في تلك المنطقة، وقد أدى وجود الرومان في تلك المنطقة إلى منع القرطاجيين من إرسال تعزيزات عسكرية من إيبيريا إلى الغاليين المتمردين في شمال إيطاليا، وفي خلال تلك الفترة، قام القرطاجيين بالتحرك لمواجهة الرومان وجرى حينها اشتباك بين القرطاجيين والرومان.
وقام الفرسان القرطاجيين بمحاصرة الرومان من جميع الجنوب، إلا أن الرومان استطاعوا أن يخترقوا ذلك الحصار؛ ممّا أدى ذلك إلى إلحاق خسائر فادحة في الجيشين الروماني القرطاجي، وفي تلك الفترة كان الرومانيون يحققون نقدماً واضحاً على القرطاجيين في أيبيريا، إلا أن الرومان استطاعوا أيضاً من فتح جبهة قتالة على القرطاجيين.