الخدمة الاجتماعیة مھنة قائمة على الممارَسة والقواعد الأكادیمیة التي تشجّع على التغییر الاجتماعي والتنمیة والتماسك الاجتماعي، وتمكین وتحریر الناس، وذلك من خلال تطبیق مبادئ العدالة الاجتماعیة وحقوق الإنسان والمسؤولیة الجماعیة واحترام التنوّع الثقافي الذي ھو أساس ممارسة الخدمة الاجتماعیة، والتي ترتكز على نظریات الخدمة الاجتماعیة والعلوم الاجتماعیة والإنسانیة والمعارف الأساسیة.
تعريف الخدمة الاجتماعية عند العلماء
هناك العديد من التعريفات لهذه المهنة وإن اختلفت بعضها عن بعض بسبب حداثة العهد بها وتطوّرها السريع، بالإضافة إلى أنَّ كلِّ فرد ينظر إليها من مُنظورٍ معينٍ، ومن هذه التعاريف ما يلي:
- يقول الأستاذ كاهن: إنَّ الخدمة الاجتماعية تعبِّر عن استجابة جديدة لمواقف جديدة، فهي اختراع قدّمهُ المجتمع من أجل مواجهة الحاجات المختلفة للإنسان في العصر الحديث.
- تعريف الجمعية القومية للأخصائيين الاجتماعيين بأمريكا بأنها: خدمة فنيَّة ترمي إلى مساعدة الناس سواء أكانوا أفراداً أو جماعات للوصول بهم إلى أقصى مستوى ممكن من الحياة في حدود رغباتهم وقدراتهم وإمكانيات المجتمع.
- تؤكّد كارل ماير بأنه: في الوقت الذي تشتدُّ فيه الحاجات توجد صعوبات في مواجهتها أو لا تشبع بطريقة ملائمة، حيث لا تُمارَس أيّ مهام لإشباع الحاجة، وتنبثق وتظهر المشكلات، وهنا لا بُدّ من توفير برامج الخدمة الاجتماعية بما يتَّفق والمرحلة العمرية، ونوع المشكلة لأولئك الذين يكونون بحاجة إلى المساعدة.
- يُعَرّف جولد شتاين الخدمة الاجتماعية بأنَّها: نوع من التَّدخُّل الاجتماعي الذي يُساعد على تنمية وتدعيم الوسائل التي يتمكَّن الأشخاص إمَّا أفراد أو بصفة جماعية في حلّ المشكلات التي تعترض حياتهم الاجتماعية.
- يُعَرّف فريد لاند الخدمة الاجتماعية بأنَّها: نوع من الخدمات المهنية تعتمد على قاعدة من المعرفة العلمية والمهارات المختلفة في ميدان العلاقات الإنسانية، والتمكن من مساندة الأفراد كحالات أو كجماعات للوصول إلى مستوى من التكيُّف والنضج والاعتماد على أنفسهم، وهي تمارَس كوظائف لنوع معين من الهيئات، وهي المؤسسات الاجتماعية.
- عرَّفها الدكتور عبد الفتاح عثمان بأنها: خدمة فنيَّة تستهدف مُساعدة الناس أفراداً أو جماعاتٍ؛ لتحقيق علاقاتٍ إيجابيةٍ بينهم، ومستوى أفضل من الحياة في حدود قدراتهم ورغباتهم.
المفاهيم الإجرائية للخدمة الاجتماعية
- الخدمة الاجتماعية تعمل في ميدان المشكلات الاجتماعية؛ لتمكين الناس من مواجهة هذه المشكلات مواجهةً فعّالة تصل إلى حدّ التغلُّب عليها أو التخفيف من حِدَّة آثارها.
- تعتمد المهنة على ممارسة أنواع مختلفة من أساليب التدخُّل الموجَّهِ لمساعدة العملاء من خلال عمليات عقلانية مدروسة.
- يتمّ التدخُّل في مراحل متتابعة تسير منطقياً بدايةً من تحديد المشكلة إلى حلّ المشكلة مارّاً بمراحل بيئية وهي، تكوين إطار معرفي حول المشكلة وأسبابها، والعوامل المؤثرة فيها، ثمَّ وضع خطة للتدخُّل في ضوء إمكانيات العميل وفلسفة المجتمع، ثمَّ تنفيذ هذه الخطة، وأخيراً المتابعة والتقييم لتحديد مدى فاعلية الحلّ المناسب للمشكلة، وهذه المراحل هي ما تُعرَف باسم النموذج الاجتماعي لحلّ المشكلات.
- تتم ممارسة المهنة باستخدام مناهج وطرق مُتعدِّدة؛ حيث تقوم الطريقة على توفير المعرفة والفهم والمهارات والمبادىء.
- تُمارَس المهنة عن طريق متخصّصين هم الأخصائيين الاجتماعيين الذين أُعِدّوا نظريّاً وعمليّاً لممارسة هذه المهنة.
- تُمارَس المهنة وِفق نظام أخلاقي ينبع من قِيَم المهنة نفسها، والتي تستند على احترام كرامة الإنسان وحريتهِ وحقِّهِ في الحياة المُستقرَّة، والحصول على المساعدة.
- تُمارَس المهنة من خلال مؤسَّسات، بعضها تُمارِس الخدمة الاجتماعية كوظيفة أساسية، وبعضها الآخر تمارِسها كوظيفة ثانوية.
- لهذه المهنة أهداف وقائية وعلاجية وإنمائية.
- تُمارَس الخدمة الاجتماعية في مختلف مجالات النشاط الإنساني، وتعمل مع الإنسان في مستوياته المختلفة.
- تعتمد المهنة على قاعدة معرفيَّة عريضة من العلوم الإنسانية والاجتماعية تمكنها من فهمِ العملاء، وفهمِ الظروف التي تؤدي إلى سوء التكيّف وتعوُّق الأداء الاجتماعي.
