ما هي الرعاية الاجتماعية؟

اقرأ في هذا المقال


ما هي الرعاية الاجتماعية؟

تعتبر الرعاية الاجتماعية قديمة منذ مجيء المجتمع الإنساني، وهي بهذا المقصود تصبح أحد النظم التي تكونت مع المجتمع الإنساني وزدهرت بازدهاره، وهي وظائف لا يمكن الاستغناء عنها لحياة الناس، حيث أن إشباع حاجاتهم شأنها في ذلك شأن النظم الاجتماعية الأخرى، ومن ثم لسياسات الرعاية الاجتماعية أهميتها الكبرى سواء في المجتمات المتحضرة أو غير المتحضرة، لاتصالها بصورة مباشرة بقضايا الرعاية الاجتماعية وفعاليتها، والتي تستهدف مقابلة حاجات ومشكلات الإنسان، وضمان نوعية حياة كريمة له، وتنمية ﻹيجاد الشخصية التنموية الفاعلة في المجتمع.
وتعتبر سياسات الرعاية الاجتماعية أيضاً في مكانة سياسات مجتمعية، يجب أن تكون مفهومة وتعبر عن طموحات المجتمع وآماله في جميع مجالات الرعاية الاجتماعية، التي تمتلكها الحكومات، وتكون أيضاً بمكانة الإطار العام الذي ينبغي أن يتم من خلاله وضع الخطط التنموية الاجتماعية حتى تساهم في تحسين نوعية حياة الإنسان في أي مجتمع كان، وعلى هذا الأساس فإن المراجعة المستمرة لسياسات الرعاية الاجتماعية لم تعد خياراً بل ضرورة فرضتها المتغيرات المحيطة لضمان الإستقرار السياسي والسلم الاجتماعي، والذي بدوره يوفر للدولة أرضية صلبة للتقدم والرقي من أجل تجاوز التحديات التي يواجهها المجتمع.
كما يجدر الانتباه في هذا الصدد أنه لا يوجد على الصعيد العالمي نموذج يحتذى به للرعاية الاجتماعية، بل أن نظم الرعاية الاجتماعية تتنوع من دولة ﻷخرى طبقاً لدور الدولة والأسرة والسوق، في توفير الخدمات والمساعدات الاجتماعية وضمان الدخل، إلى جانب شمولية الخدمات التي تتصل مباشرة بحقوق المواطنة ومزايا العمل، بالإضافة إلى التفاوت في سخاء المزايا والخدمات الاجتماعية.
حيث يمكن التمعن إلى الرعاية الاجتماعية بكونها نظاماً متخصصاًً لقيادة وتوجيه التغير الاجتماعي، فهي بذلك تهدف إلى خلق نظام ﻹحداث التغيير، وتأمين درجة ملائمة من الحياة لك أفراد وجماعات المجتمع، كما تعد وسيلة رئيسية لتحقيق التوازن والثبات الاجتماعي، عن طريق منظور ديناميكي تمتد جذورها عبر التاريخ.
وبذلك فإن الرعاية الاجتماعية تعتبر بأنها نسق متكامل من الخدمات والأنشطة والبرامج الدائمة غير الدائمة، التي تنشئها الحكومات وتشارك فيها جميع المؤسسات سواء في المجتمع الأهلي أو الخيري أو التطوعي، في إطار النظام الاجتماعي القائم ﻹشباع حاجات الأفراد، وتحسين مستوى معيشتهم، وتحقيق الاستقرار الاجتماعي، وتعزيز قيم التكافل بين مختلف فئات المجتمع.


شارك المقالة: