يوجد بعض المفاهيم الأساسية في السيميائية والتي لا بد من معرفتها والتعمق في فهمها، ومن ضمنها مفهوم السيميائية التفكيكية التي تقدم نظرة ثاقبة مهمة في الهياكل الأساسية لثقافة البشر وفكرهم المعاصر، لأن التفكيك يعارض التصريحات الأيديولوجية الرئيسية للسيميائية البنيوية.
ما هي السيميائية التفكيكية
موضوع السيميائية التفكيكية هو الترابط المعقد بين سيميائية التفكيك والبنيوية، السيميائية التفكيكية هي التي تم تطويرها حول إشكالية العلامة وحدودها، حيث يزعم العالم جاك دريدا إنه يمكن اعتبار مشروع التفكيك امتدادًا لمشروع السيميائية البنيوية بطريقتين من ناحية فإنها تمتد قابلية تطبيق مبادئه خارج عالم السيميائية، ومن ناحية أخرى يحقق في شروطه المحتملة.
وهكذا إلى حد كبير يتطور التفكيك على أساس السيميائية البنيوية، ويحتاج البنيوية كأساس لها وككائن نموذجي لها، ولويس هيلمسليف يحقق في الطريقة التي يؤثر بها التفكيك على التعريف البنيوي للدلالة وآثارها المعرفية، حيث تحتل الدائرة اللغوية في السيميائية التفكيكية مكانة استثنائية في هذا المجال أي سياق الكلام.
وتبدو نظرية جاك دريدا شبه الفوقية للدلالة من بعض النواحي يشبه إلى حد كبير التقسيم الطبقي للويس هيلمسليف، ووضعه في الحركة وتخلص منه التوازن، بالارض أو مضاعفة إلى ما لا نهاية، علاوة على ذلك فإن المصطلحات السيميائية هي ربما تستطيع أن تطرح مسألة حدودها دون تجاوز وجهة نظر جوهرية بصرامة.
فخلال تاريخ الميتافيزيقيا تم تعريف الدلالة من حيث الوساطة والظواهر الخارجية، وتحتفظ السيميائية التفكيكية ببنية هذا التعريف، مع إفراغه تمامًا من أي استيراد ميتافيزيقي، ويشرع جاك دريدا في التشكيك في نفس الهيكل، مع ذلك هو أيضاً يحتفظ ببقايا ثنائية حتى لا يعود إلى الميتافيزيقيا.
وفي هيكل مزدوج مسألة الجسور ذات أهمية قصوى، وبعد أن حدد موضوع المعرفة على إنه مكون من السيميائية التفكيكية، وكل من السيميائية البنيوية والتفكيكية يواجهان الاستحالة البنيوية لسد الفجوة المعرفية، وبالتالي دراسة علماء الاجتماع والتي تبدأ كدراسة لحدود السيميائية المعرفية وغيرها، اتضح أنها تتعلق أيضًا بالسميولوجيا وحدود نظرية المعرفة.
وموضوع هذه السيميائية هو الترابط المعقد بين التفكيك والسيميائية البنيوية، التي تم تطويرها حول إشكالية العلامة وحدودها وما بدأ كدراسة لحدود السيميائية التفكيكية والمعرفية وغيرها، كما تهتم بالحدود السيميائية لنظرية المعرفة، على الأقل بالنسبة لنوع النظرية من المعرفة التي يؤيدها كل من التفكيك والبنيوية.
وعلى الرغم من حقيقة ذلك إنهم يختلفون بشكل كبير حول العديد من القضايا، وتظل كلمة علامة كامنة في العنوان، وهذا الصمت مقصود حيث تهتم النظريات التي يدرسها علماء السيميائية بإعادة تعريف المفهوم الكلاسيكي للسيميائية التفكيكية.
ويقترح اللغوي البنيوي لويس هيلمسليف مصطلح دالة والإشارة، بينما يستبدل الفيلسوف التفكيكي جاك دريدا بشكل منهجي المصطلح باستخدام مصطلحات جديدة مثل الحد والحدود، لذلك لن يفعل ذلك ابدأ بطريقة تقليدية بتحديد ماهية العلامة، وسيكون هذا التعريف يتكامل مع تقدم الدلالات بأكملها.
ومع ذلك سيتم رؤية أن الوظائف بين والخارج تكمن في الأساس في كل التعريفات وما سوف يتم الإشارة إليه من الآن فصاعدًا باسم السيميائية، ويجادل جاك دريدا أن هذه الوظائف نفسها تصف البنية المعارضة المكونة للنظام الميتافيزيقا، ويخاطب نقده لهذا النظام عن طريق التشكيك في وظائف تعريف السيميائية، وعلاقة التفكيك إلى السيميائية البنيوية يجسد في نواح كثيرة في بنية هذه المعارضة النسبية، ويمكن أن يكون نهج علماء الاجتماع الخاص في السيميائية البنيوية والسيميائية التفكيكية كذلك وصفت بأنها بينهم وخارجهم، أي مدينة لهم بشدة.
ويلاحظ المرء هنا هندسة معقدة وشبه معقدة بشكل مستحيل للحد والحدود من الادراج والاستثناءات حيث هناك أكثر من شعور، فمصطلح الحد يمكن أن يعني حدًا يمكن الوصول إليه أو وجهة لا يمكن الوصول إليها، وفي المعنى الرياضي إذن وحسب وجهة النظر يمكن أن تعني الترسيم بين منطقتين أو الحد الذي لا يمكن تجاوزه.
وفي السيميائية التفكيكية تظهر هناك كل هذه الحواس بالحد في اختلافاتهم وتواصلهم، والعلماء يتحرون حدود السيميائية الداخلية والخارجية، والسيميائية في وظيفتها كحد تحدد الحدود بين نظرية الدلالة ونظرية المعرفة والميتافيزيقيا والحدود بين السيميائية البنيوية والسيميائية التفكيكية.
الاختيارات والمشكلات المنهجية في السيميائية التفكيكية
بدأ علماء الاجتماع بالبحث وبالاهتمام في السيميائية التفكيكية، والطريقة التي بدأت بها الحركة الثقافية للبنيوية، فالبنيوية تنتمي إلى القرن العشرين والمنعطف اللغوي لهذا القرن، والذي يمكن للمرء أن يربط به أيضًا الاتجاه السائد في عالم يتحدث الإنجليزية من الفلسفة التحليلية.
وعلماء الاجتماع مهتمون كثيرًا بالسيميائية التفكيكية لأسباب عديدة، والتي يمكن تجميعها في مجالين، من ناحية إنها فعالة جدًا كطريقة وصفية وتنبؤية للاقتراب من النصوص والظواهر الثقافية، ومن ناحية أخرى على الرغم من الفلسفية الحاسمة والاختلافات الأسلوبية بينها وبين البنيوية فهي مقدمة لا يمكن إنكارها لكل من ما بعد البنيوية وما بعد الحداثة.
والتي تشكل مكونات مهمة من ساحة المعركة الأيديولوجية المعاصرة، وبالتالي فهم الحدود والآثار من السيميائية التفكيكية يقدم نظرة ثاقبة مهمة في الهياكل الأساسية لثقافة البشر وفكرهم المعاصر، ولقد اختاروا الاقتراب من السيميائية البنيوية من خلال نقد السيميائية التفكيكية، وقد يبدو هذا اختيارًا متناقضًا لأن التفكيك يعارض التصريحات الأيديولوجية الرئيسية للسيميائية البنيوية، بالإضافة إلى ذلك فهو كذلك يعتبره الفلاسفة المحترفون أكثر إثارة للجدل من البنيوية نفسها.
ومع ذلك هناك ثلاثة أسباب للاختيار وهي كما يلي:
أولاً، التفكيك هو النقد الأكثر إثمارًا وضئيلة للحدود المعرفية من البنيوية التي صادفتها وتسببت في ذلك لأول حيث ما زالت طريقة فعالة للغاية.
ثانياً، في نفس الوقت التحقيق في الحدود المعرفية للسيميائية التفكيكية هو عنصر مهم جداً في المشروع التفكيكي.
ثالثاً، التفكيك لديها ادعاء قوي بأنها نظرية فلسفية، على عكس البنيوية التي هي طريقة عادلة، وبالطبع كما لوحظ وبشكل ملحوظ من قبل جاك دريدا النظريات البنيوية لها شروط ومقترحات وآثار للمصالح الفلسفية، التي تعتبر جذرية ومؤثرة بما يكفي ليتم التعامل معها كنظرية فلسفية، علاوة على ذلك سيكون لدى جاك دريدا اعتراضاته على تصنيف عمله الخاص على إنه الفلسفة.
رابعاً، ومع ذلك فإنه لا يزال حقيقة أن المشروع التفكيكي موجه نحو قضايا الميتافيزيقيا ونظرية المعرفة، في حين أن الأعمال البنيوية عادة ما تتضمن أكثر تقنية العناصر التي لن يتم التعامل معها هنا.
خامساً، يزعم العلماء أن البنيوية ليست عادلة وأحد سلائف التفكيك ولكن بطريقة إطاره العام، أما التفكيك هو النقد الذاتي للبنيوية، وهذا يعاني من الناحية الهيكلية من مشاكل منهجية، وللبدأ أستخدم العلماء بشكل أساسي المفاهيم والمنهجيات البنيوية، والمستنيرة من قبل نقد جاك دريدا، واستخدامهم لمفاهيم مثل النظام والطريقة والنظائر وما إلى ذلك.