الفئات المعارضة للدولة الأموية:
التيَّارات السياسية والدينية ضد الحكم الأموي:
الشيعة:
يعتبر الشيعة من أنصار علي بن أبي طالب، وكان معه في الحرب ضد معاوية بن أبي سفيان، وحصلت أول ثورة للشيعة في عهد معاوية في ولاية زياد بن أبيه، ووقعت الثورة الثانية على يد الحسين بن علي بن أبي طالب حفيد النبي صلَّ الله عليه وسلم بعد أن تولَّى يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الخلافة، وولاعتقادهم بأن الأحقية الشرعية كانت للحسين باعتباره حفيد النبي الكريم.
الخوارج:
نشأت حركة الخوارج بعد التحكيم الذي حصل بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن ابي سفيان، وقد انشقوا عن علي وخرجوا بشعار لا حكم إلا لله، واستأنفوا ثوراتهم في العهد الأموي وقاموا بالعديد منها.
العباسيون:
بدأت الدعوة العباسية منذ عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك، وقائدهم محمد بن علي بن عبد الله العباسي، وكان شعارهم: رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلَّ الله عليه وسلم نبياً، والعباسيون هم أحفاد العباس بن عبد المطلب عم النبي صلَّ الله عليه وسلم، وهم من أهل البيت.
ولم يكن للعباس أي أعمال بارزة في خدمة الإسلام؛ لأنه اعتنق الدين الإسلامي متأخراً بعد فتح مكة، واشتهر ابنه عبد الله بن العباس بعلمه وفقهه، وكان رأيه محترماً في شؤون الإسلام، وكان حليفاً في البداية لعلي بن أبي طالب لكنه انسحب فيما بعد وعاد إلى الحجاز بعد معركة صفين، ورفض أن يبايع ابن الزبير خلال الفتنة الثانية، وأُمر بعد ذلك أن يُنفى إلى الطائف.
وكان علي بن عبد الله بن العباس مثل أبيه، عالماً في الدين الإسلامي وفقيهاً، ولكنه كان معارضاً للدولة الأموية، وأدى ذلك لنزول سخط الوليد ببن عبد الملك عليه، فحبسه وأطلق سراحه شرط أن يسكن في الحميمة، وهي قرية في فلسطين على طريق الشام والحجاز، وبعد أن توفي علي ظلَّ ابنه محمد في القرية، فانتقلت له زعامة المعارضة بعد أبيه.
وفي سنة 98هـ انتقلت الزعامة لمحمد بن علي، ونشأت الهاشمية في الكوفة، واستطاع محمد بأن يجعل من المنظمة الصغيرة التي ضمَّت ثلاثين شخصاً من العرب وتجار من الموالي أداةً للحزب العباسي، وجعل من خراسان مقراً لدعوته نظراً للظروف الداخلية فيها، وغضب أهلها من الدولة الأموية.
الموالي:
إن الموالي هم عباد يُعتقون ويدخل المولى في ولاء الشخص الذي يعتقه، وتطوَّر عدد هذه الفئة في عهد معاوية بن أبي سفيان حتى عهد عبد الملك بن مروان، وكان الولاء في عهد معاوية محدود في بلاط الخليفة أو لدى زياد بن أبي سفيان في العراق، وكانوا يعملون ككتَّاب للخليفة أو الوالي.
واختلفت سياسات الأمويين في تعاملهم مع الموالي في أراضي الفرات، وقد تجاوزوا قوانين القرآن فقد جعلوهم يعملوا في الخراج باستثناء عمر بن عبد العزيز، وكان الموالي لديهم من الحقد اتجاه العرب ما يكفيهم ليعلنوا ثورات مستمرة، وقد كانوا يقفون من أي جهة ضد الحكم الأموي؛ وذلك بسبب الظلم الذي عاشوا فيه، وعدم مساواتهم مع العرب في المعيشة أو المناصب.