اقرأ في هذا المقال
برزت الأنثروبولوجيا الطبية كأحد أهم المجالات الحيوية للبحوثات النظرية والتطبيقية في الدرسات الأنثروبولوجية، حيث انجذبت الكثير من الموضوعات المرتبطة بالحياة والموت كدراسة الصحة والمرض عبر العصور وبلغت من حقيقة وإحداث مرض محدد إلى تكوّن البدن البشري وأمراضه إلى مقارنات للنظم الطبية المختلفة داخل الثقافات إلى الخبرات النفسية والجسمية للمعاناة البشرية.
ما هي المعالم الفكرية للأنثروبولوجيا الطبية؟
والأنثروبولوجيا الطبية هي الوسيلة التي توضح به المواطنين الموجودين في جماعات اجتماعية وثقافية متباينة أسباب المرض وأنواع المداواة وأنماط العلاج التي يعتقدون فيها، ومن هم المعالجون الذين سيلجأون إليهم، كما تقصد أيضاً بدراسة كيف تتصل هذه المعتقدات والمزاولات بالتحولات البيولوجية في الكائنات البشرية في حالتي الصحة والمرض.
والتعرف على الأنثروبولوجيا الطبية من هذا المنظور يتتطلب بالضرورة التعرف على علم الأنثروبولوجيا نفسه والذي تتضمن الأنثروبولوجيا الطبية ميداناً حديثاً مقارناً، منه، فكلمة أنثروبولوجيا تقصد باللغة اليونانية القديمة دراسة الفرد ويطلق عليا الغاية العلمية من العلوم الإنسانية والغاية الإنسانية من العلوم الطبيعية، وأن الهدف منها هو الدراسة الكلية للجنس البشري والتي تتضمن على تكوّنه وتقدمه وتنظيماته السياسية والاجتماعية وديانته ولغته وفنونه ومهارته وكل ما هو من صنعه، ومن ثم فهي تقدم الطريقة الوحيدة لفهم خبرة وتجربة البشر، وذلك ﻷن جميع المواطنين بصرف النظر عن الثقافة والطبقة والحقبة التاريخية، تتعرض للمرض والموت.
وفي الوقت نفسه كل الثقافات، بصرف النظر عن التعقد التكنولوجي لها نظم طبية تساعد الناس على مقاومة حتمية الموت، وهكذا تحاول الأنثروبولوجيا الطبية فهم أسباب الصحة والمرض في المجتمعات ومدى تأثرهما بالبيئة والعوامل الوراثية والأوضاع الاجتماعية الاقتصادية.
أهمية الأنثروبولوجيا الطبية بدور الثقافة في قضايا الصحة:
وقد تزايد الاهتمام بالأنثروبولوجيا الطبية بتزايد الإدراك بدور الثقافة في قضايا الصحة، فقد أشار الأنثروبولوجين الذين درسوا الهدف الاجتماعي الثقافي لهذا الجانب إلى أن المعتقدات والمزاولات التي تتعلق بالصحة والمرض في كل المجتمعات تعد ملمحاً أساسياً لثقافة هذه المجتمعات، وغالباً ما ترتبط بمعتقدات ترتبط بمصدر وهي سبب مجموعة كبيرة من العقبات السيئة التي تتضمن المصائب والتنازعات الشخصية بين الأشخاص والكوارث الطبيعية، وتلف المحاصيل أو سرقتها أو فقدها والتي يعتبر المرض هو الشكل الوحيد لها.