ما هي الهند الدنماركية؟

اقرأ في هذا المقال


الهند الدنماركية:

قامت الدنمارك والنرويج في عام 1814 ميلادي بتأسيس مستعمرات في الهند، وكانت تابعة للإمبراطورية الدنماركية، واستمر الحكم الدنماركي فيها لفترة طويلة، وعلى الرغم من قيام الدول العظمى بتأسيس مستعمرات في الهند لهم إلا أنهم لم يهتموا بالوجود الدنماركي والنرويجي، فلم تقم الدنمارك بأيّ صراعات عسكرية ولم تتعدى على تجارة تلك الدول.

تأسيس الهند الدنماركية:

خلال فترة القرن السابع عشر ميلادي قامت هولندا وإنجلترا بغزو الهند وتمكنت السيطرة على تجارة التوابل فيها، الأمر الذي شجع الدنمارك والنرويج إلى تأسيس شركة الهند الشرقية الدنماركية وعقد اتفاق مع الهند وآسيا باحتكار التجارة لمدة عام، قامت إمبراطورية سيلان بالطلب من الدنمارك الوقوف إلى جانبهم ضد البرتغال مقابل احتكار التجارة معها، وافق الإمبراطور الدنماركي على طلبه وقام بإرسال جنوده حتى تمكنوا من الوصول إلى سيلان في الوقت الذي كانت إمبراطورية سيلان عقد السلام مع البرتغال.

أدى تصرف سيلان إلى غضب الدنمارك والنرويج وخاصة بعد الخسائر التي تعرضوا لها أثناء إبحارهم؛ ممّا دفعهم إلى غزو بعض المناطق السيلانية والسيطرة عليها، في تلك الفترة كان أحد البحارة الدنماركيين يسير في رحلة استكشافية وجرى صراع بينه وبين البحارة البرتغاليين وتم قتل معظم طاقم السفن الدنماركية وإغراقها وقام بالفرار هو ومجموعة من الأشخاص حتى وصلوا إلى الهند وتم أسرهم، ليقوم زعيم هندي بالعرض عليه التجارة المحتكرة والتخلص من سيطرة فرنسا وهولندا.

قامت الدنمارك والنرويج بتأسيس مستعمرة لهم في الهند، وفي البداية كانت المستعمرة ضعيفة ولا يمكنها السيطرة على التجارة؛ وذلك بسبب تعرضها سفنها إلى النهب وتمكنت من تحقيق أرباح، لكنها لم تكن كافية لتغطية تكاليف الرحلة التجارية، وقاموا ببناء المباني والأسواق والمنازل والتي كان يتم هدمها بشكل مستمر؛ وذلك بسبب تعرض المنطقة للأمواج بشكل دائم، لتصبح مستعمرة بحالة سيئة، قامت حرب الثلاثين عام في أوروبا، والتي كان لها أثر سلبي على المستعمرة الهندية الدنماركية.

أصبحت الأوضاع الاقتصادية تسوء في المستعمرة؛ ممّا أدى إلى نشوب صراعات بينها وبين سكان المنطقة، كما استاءت إنجلترا هولندا من الوجود الدنماركي والنرويجي في المنطقة، لكنها فضلت عدم خوض صراعات معها، وقامت الدنمارك بمحاولة بيع أحد حصون سيلان لهولندا، كما قامت بشن الغارات على الإمبراطورية المغولية وسيطروا على سفنهم.

وفي تلك الفترة قامت هولندا والسويد بإعلان الحرب على الدنمارك والنرويج، وتمكنت هولندا من السيطرة على البضائع الدنماركية؛ ممّا دفعها إلى إعلان إفلاسها. مع استمرار إفلاس المستعمرة، قام الكثير من المستثمرين بالتخلي عنها وطالبوا من الإمبراطور الدنماركي حلها واقنعوه بأنّها تعود عليهم بالخسائر مع انتشار المرض بين سكانها وموتهم، فقرر الإمبراطور حلها.

مستعمرة الهند الغربية الدنماركية:

الهند الغربية الدنماركية: هي مستعمرة دنماركية تم تأسيسها في جُزر الكاريبي، وضمت المستعمرة الدنماركية جزيرة سانت جون، جزيرة سانت توماس، ولم تكن تلك الجُزر مأهولة بالسكان، ثم قامت بشراء جزيرة سانت كروا من شركة الهند الفرنسية، وقام بحكمها ملك الدنمارك والنرويج، وعند قيام الحروب النابليونية أفلست المستعمرة الدنماركية؛ ممّا أدى إلى قيام بريطانيا بالسيطرة عليها.

تأسيس مستعمرة الهند الغربية الدنماركية:

سَعت الدنمارك من خلال مستعمرة الهند الغربية الدنماركية إلى السيطرة على التجارة البحرية فيها بشكل كامل، وأن لا يتم استخدام المنافذ البحرية إلا بواسطتها، فكانت تجارتها تعتمد على تجارة الأسلحة والتي تقوم بإرسالها إلى أفريقيا مقابل إمدادها بالعبيد الذين كان يتم نقلهم إلى جُزر الكاريبي للعمل في الموانئ ومزارع السكر، وكانت جُزر الكاريبي تقوم بتصديرها إلى الدنمارك، في القرن التاسع عشر ميلادي اعتمدت المستعمرة الدنماركية على العبودية في اقتصادها، وعند قيام تمرد العبيد انهار اقتصادها.

كانت تجارة العبيد في عام 1671 ميلادي هي أكثر التجارات ربحاً عبر المحيط الأطلسي، وكانت من أهم العوامل التي ساعدت في النهضة الاقتصادية للدنمارك والنرويج، وفي عام  1792 ميلادي تم إصدار قرار منع المتاجرة في العبيد، لكن الدنمارك لم تأخذ بذلك القرار استمرت المتاجرة بهم لفترة طويلة، حتى قام الملك “فريدريك السادس” بحضر التجارة بالعبيد على الأراضي الدنماركية ومعاقبة من يخالف القرار

حاولت الدنمارك استبدال مستعمرتها في منطقة جُزر الكاريبي مع الولايات المتحدة الأمريكية أو مع ألمانيا؛ لعدم عودة الأرباح إليها، فقامت أمريكا بشرائها وأسمتها جُزر العذراء الأمريكية، لم تتمكن الدنمارك من بناء مستعمرات لها والاستفادة منها، كما فعلت باقي الدول العظمى، ولعل السبب في ذلك؛ هو سوء إدارتها للمستعمرات.


شارك المقالة: