ثورة الفلاحين الإنجليزية:
ثورة الفلاحين الإنجليزية: هي إحدى الثورات التي قامت في أوروبا فترة العصور الوسطى، وقد قام في تلك الثورة الفلاحين في جنوب إنجلترا، وتعتبر ثورة الفلاحين الإنجليزية من أكبر الثورات التي حدثت في تاريخ أوروبا، وكان لها دور كبير في تغير مجرى الحياة في إنجلترا، ويعود السبب الرئيسي إلى قيام ثورة الفلاحين في إنجلترا؛ بسبب قيام إنجلترا برفع الضرائب على الشعب الإنجليزي، ولم تحقق تلك الثورة النجاح الذي كانت تسعى إليه، لكنها كان لها الدور في تغير النظام الإقطاعي.
بداية ثورة الفلاحين الإنجليزية:
مع بداية القرن الرابع عشر ميلادي أصبح الفلاحين في إنجلترا يعانون من سوء الأوضاع الاقتصادية، فكانت إنجلترا تعتمد في نظامها الاجتماعي على امتلاك طبقة النبلاء والطبقات العليا في الدولة على جميع الأراضي وسيطرتهم على التجارة والصناعة وكان الفلاحين يعملون بنظام العبودية تحت إمرتهم، ولم يكونوا يملكون الحرية ويعملون في الأراضي الزراعية مقابل قوت يومهم، وفي تلك الفترة تعرضت إنجلترا إلى زيادة سكانية أثر على الوضع الاقتصادي.
خلال فترة العصور الوسطى عانت إنجلترا من مرض الطاعون الأسود وموت أعداد كبيرة من الفلاحين في ذلك المرض، زادت الأراضي في إنجلترا التي بحاجة إلى فلاحين، وكانت إنجلترا تقوم بطلب الفلاحين من الخارج، لكنه لم يتم إمدادها، فقام الفلاحون الإنجليز برفع أجورهم؛ ممّا أدى إلى قلة المكاسب التي يحصل عليها أصحاب الأراضي الزراعية من أراضيهم، وأدى ذلك إلى ضعف التجارة؛ ممّا دفع إنجلترا إلى إصدار قانون الطوارئ فيها، والذي ينص على إرجاع أجور العمال إلى ما كانوا عليه قبل قدوم مرض الطاعون، فقامت بتخفيض أجور العمال وفرض عقاب لمن يخالف الأوامر ووضعه في السجن.
في تلك الفترة كانت إنجلترا تخوض حرباً ضد فرنسا، وقد كلفها ذلك أموالاً كثيرة وكان له التأثير على اقتصادها؛ ممّا دفعها إلى رفع الضرائب على الأشخاص البالغين في أراضيها، وأدت تلك العملية إلى غضب طبقة الفلاحين والعمال فيها وقيامهم بالثورة والتي كانت بدايتها في القرى الإنجليزية ومن ثم انتشرت حتى وصلوا إلى لندن، وكان الثوار يحملون معهم السيوف والأدوات الحادة؛ ممّا أدى إلى حوف الملك منهم وقام بإرسال وفد للتباحث معهم وإرجاعهم إلى أراضيهم.