حرب عصبة كامبراي: هي إحدى الصراعات التي حدثت في الحروب الإيطالية، وقد حدثت تلك الحرب بين فرنسا وجمهورية البندقية والدولة البابوية، وقد قامت بعض الدول الأوروبية مثل إسبانيا واسكتلندا وإنجلترا والإمبراطورية الرومانية المقدسة بالمشاركة في تلك الحرب، كما كان يطلق عليها أيضاً اسم حرب العصبة المقدسة.
حرب عصبة كامبراي:
تم تأسيس عصبة كامبراي من قِبل البابا “يوليوس الثاني”؛ وذلك من أجل الحد من نفوذ جمهورية البندقية التي كانت مسيطرة على شمال إيطاليا، حيث قام البابا “يوليوس الثاني” بتشكيل تحالف مع فرنسا والإمبراطورية الرومانية المقدسة ومملكة أراغون وصقلية، وقد كانت تلك العصابة في تلك الفترة ناجحة، إلا أنه تم حصول عدة صراعات فيما بعد بين البابا “يوليوس الثاني” وبين فرنسا؛ ممّا أدى ذلك إلى دفع “يوليوس الثاني” للتحالف مع جمهورية البندقية، تم بعد ذلك توسيع التحالف من قِبل البندقية، حتى أصبح ذلك التحالف عبارة عن تحالف مقدس وتم حينها طرد الفرنسيين من إيطاليا.
جَرت بعد ذلك عدة خلافات حول تقسيم الغنائم في جمهورية البندقية؛ ممّا دفع ذلك إلى تحالف جمهورية البندقية مع فرنسا، وجرى بعد ذلك معركة انتصرت فيها كلاً من فرنسا وجمهورية البندقية، وقد قامت جمهورية البندقية حينها باستعادة الأراضي التي تم سلبها منها، بعد أن انتهت الحروب الإيطالية في إيطاليا، قام “البابا إسكندر السادس” بالتعاون مع فرنسا في محاولة السيطرة على مدينة رومانيا والتي تقع مع الشمال الإيطالي والقيام بفرض السلطة البابوية في إيطاليا الوسطى.
في تلك الفترة قامت القوات الإسبانية والفرنسية بغزو مدينة رومانيا الإيطالية وقاموا بفرض سيطرتهم ونفوذهم عليها، حيث أن المدينة لم تتمكن من الدفاع عن نفسها والوقوف في وجه القوات العسكرية الفرنسية والإيطالية، فلجأت حينها إلى طلب المساعدة من جمهورية البندقية وعرضت عليها الخضوع لسلطتها؛ لكي تقوم جمهورية البندقية في مساعدتها من استرجاع أراضيها، قامت حينها جمهورية البندقية بالوقوف إلى جانبها وساعدتها في استرجاع بعض أراضيها، قام بعد ذلك البابا “يوليوس الثاني” بفرض سيطرته على قوات الدولة البابوية، كما قام بمطالبة جمهورية البندقية بالتنازل عن الأراضي في مدينة رومانيا.
اعترفت جمهورية البندقية بسيادة البابوية، إلا أنها رفضت التنازل عن المدن لصالح البابوية، قام البابا “يوليوس الثاني” بعض جمهورية البندقية التنازل عن تلك المدن بالتحالف الإمبراطورية الرومانية المقدسة وفرنسا ضد جمهورية البندقية، إلا أنه حصل بعد ذلك عدة خلافات بين الثلاثي؛ ممّا أدى إلى فك ذلك التحالف، قامت جمهورية البندقية حينها بالتنازل عن بعض المدن التي كانت تحت سلطتها لصالح البابا “يوليوس الثاني”.
على الرغم من البابا يوليوس لم يكن راضياً عن ذلك التنازل واعتبره غير كافي، إلا أنه وافق في النهاية؛ وذلك بسبب عدم وجود القوات العسكرية الكافية لديه ليتمكن من مواجهة جمهورية البندقية، دخل البابا يوليوس بعد ذلك في مرحلة هدنة مع جمهورية البندقية وعاد الوضع إلى الاستقرار نوعاً ما في إيطاليا لفترة محدودة، حيث عاد البابا يوليوس مرةً ثانية لمحاولة سلب المدن من جمهورية البندقية وقام بتحريض الإمبراطورية الرومانية المستقلة.
قامت حينها القوات الرومانية بغزو جمهورية البندقية، إلا أن القوات العسكرية في البندقية تمكنت من التصدي للقوات العسكرية الرومانية وقامت بإخراجها من البندقية؛ ممّا أدى ذلك إلى دفع الإمبراطورية الرومانية المقدسة إلى عقد هدنة مع جمهورية البندقية.
قامت البندقية بتعين أحد رجالها في الكنيسة الكاثوليكية؛ ممّا أدى ذلك إلى غضب “البابا يوليوس الثاني” وقام بدعوة الدول المسيحية على القيام بحملة دعائية ضد البندقية والعمل على إخضاعها في تماديها، فتم حينها تشكيل “عصبة كامبري” ضد جمهورية البندقية وقد كانت تلك العصبة تتكون من “فرنسا والإمبراطورية الرومانية المقدسة وإسبانيا والدولة البابوية” وقد تم الاتفاق فيما بينهم في أن يتم تفكيك جمهورية البندقية في إيطاليا والعمل على تقسيمها.
بعد معرفة البندقية بالاتفاق عليها، قامت بتجهيز مجموعة من الجنود المرتزقة، فقامت فرنسا حينها بغزو البندقية وقد كانت القوات العسكرية الفرنسية تفوق أعداد جنود البندقية، لم تتمكن البندقية من مواجهة فرنسا وخاصة مع فرار عدد كبير من قوات المرتزقة فقامت حينها البندقية في الانسحاب وتم سقوطها بشكل كامل بيد التحالف الذي تشكل ضدها، حيث قام “البابا يوليوس الثاني” هو والفرنسيين بالدخول إلى والاستيلاء على جميع مدنها وكما تم إغلاق الكنيسة الكاثوليكية في البندقية ومنع المواطنين من الدخول إليها.