حروب إمارة غاليسيا فولينيا:
حروب غاليسيا فولينيا: هي مجموعة من الحروب التي جرت بين إمارة غاليسيا فولينيا وبين بولندا وليتوانيا في عام 1340 ميلادي واستمرت لمدة خمسين عاماً، ونتج عن الحرب تقسيم أراضي في الإمارة، وتمكنت بولندا من الحصول على أراضي واسعة فيها.
أسباب حروب إمارة غاليسيا فولينيا:
في عام 1322 ميلادي توفي ملك إمارة غاليسيا فولينيا؛ ممّا جعل الإمارة خالية من الحكم ومكاناً للتصارع على تولي الحكم، الأمر الذي دفع بولندا إلى تتويج أحد أبنائها لتولي الحكم في الإمارة، لم يروق الأمر إلى سكان الإمارة، وخاصة مع زيادة السيطرة البولندية الليتوانية عليها، وبدأت التمردات والفوضى فيها ضد الحكم وطالبوا بخروج البولنديين من أراضيهم وإعادة الحكم إلى أبنائها، فأخذ سكان الإمارة بالتعدي على التجار والحكام البولنديين وقتلوا أعداد منهم؛ ممّا أدى إلى غضب بولندا.
أرسلت بولندا جيشها إلى إمارة غاليسيا فولينيا لحماية تجارها، وعقدت اتفاق مع النبلاء المحليين على التحالف معها مقابل حماية التجار، لم يستمر ذلك التحالف طويلاً، حيث تم تقسيم إمارة غاليسيا فولينيا بين ليتوانيا وطبقة النبلاء؛ ممّا أدى إلى عدم الحاجة إلى الوجود البولندي، تعرضت بولندا فيما بعد إلى غزو القبيلة الذهبية وذلك بمساعدة ليتوانيا، وأخرجتها من الإمارة؛ ممّا أدى إلى غضب بولندا وتجدد الصراع بينها ليتوانيا، وبدأت الصراعات بعد ذلك بين المغول وبولندا وليتوانيا للسيطرة على إمارة غاليسيا فولينيا.
عادت ليتوانيا وبولندا إلى عقد السلام مرةً أخرى، وتم الاتفاق على تقسيم حكم الإمارة بينهم، لم تكن فترة السلام طويلة، فقد كان كلا الطرفين يسعى إلى إعادة السيطرة، لم تكن ليتوانيا تتمتع بالقوة التي يمكنها الوقوف في وجه بولندا، وعند بدء الحرب تم هزيمتها وسلب معظم الأراضي التي كانت تحت سيطرتها، ولم يبقى لها سوى بعض المناطق الشرقية من فولينيا، الأمر الذي دفع ليتوانيا إلى عقد تحالف ضد بولندا، إلا أنّ تلك التحالفات لم تأتي بنتيجة، ولم تتمكن ليتوانيا من استعادة أراضيها.
عادت الصراعات من جديد بين مملكة المجر وبولندا وليتوانيا للسيطرة على إمارة غاليسيا فولينيا، طالبت المجر بحقها في الإمارة، مستندة على تلك التقسيمات التي جرت بينها وبين النمسا، وفي النهاية تم عقد اتفاقية على ضم إمارة غاليسيا فولينيا إلى بولندا.