حكومة فرنسا الثلاثية:
في عام 1944 ميلادي وقعت فرنسا تحت حكم ثلاثة أحزاب وهي الحزب الديمقراطي والشيوعي والاشتراكي، وكانت تلك الأحزاب يتم إدارتها بواسطة الحزب الشيوعي الفرنسي، وقامت تلك الأحزاب بالاتفاق على اتباع النظام البرلماني في الدولة، واستمرت سيطرة تلك الأحزاب على فرنسا حتى عام 1947 ميلادي.
تأسيس حكومة فرنسا الثلاثية:
بعد سقوط جمهورية فرنسا الثالثة تم وضع اللوم والسخط على طبقة السياسيين في فرنسا، فكانت الآراء بأنهم هم السبب وراء انهيار فرنسا بعد معركة فرنسا في تلك الفترة وتعرضها إلى كسود اقتصادي؛ ممّا دفع الحزب الديمقراطي إلى التحالف مع الأعداء لإعادة قوة فرنسا، فتم بعد ذلك ظهور الأحزاب الشيوعية والتي كانت تعتبر من أهم الأحزاب السياسية في فرنسا، فقام الحزب الشيوعي بالتعاون مع الحزب الاشتراكي والحزب الديمقراطي ليقوم بحكم فرنسا، وتمكنت تلك الأحزاب في بداية الأمر من النجاح والتعاون مع بعضهم البعض لقيادة فرنسا وإخراجها من الانهيار الاقتصادي.
بعد أن تم تحرير فرنسا وتم إنهاء وجود حكومة فرنسا الفاشية وتشكيل حكومة مؤقتة في فرنسا، عمدت تلك الأحزاب على إنهاء دور السياسيين في فرنسا، فتم اتهامهم بتعاونهم مع الأعداء لتدمير فرنسا حتى فقدوا شعبيتهم، وأصبح الحزب الشيوعي الأكثر شعبية في فرنسا، قامت الحكومة الجديدة بعمليات الإصلاح الاجتماعي والسياسي في فرنسا وحاولت إيصال فرنسا إلى مراحل التطور الاقتصادي والعمل على جعل الشعب الفرنسي من الشعوب الغنية، في عام 1944 ميلادي تم وضع الجنرال “شارل ديغول” قائداً للحكومة المؤقتة وبدأ يطالب بإنهاء حكم الأحزاب واتباع نظام الحكم الرئاسي.
لم يقبل أعضاء الحكومة باقتراح “شارل ديغول”؛ ممّا دفعه إلى تقديم استقالته واستمر الحزب الشيوعي في حكم فرنسا، في عام 1946 ميلادي تم عقد انتخابات في فرنسا بين الأحزاب التي سوف تقوم بحكم فرنسا، فتم فوز الحزب الديمقراطي الاشتراكي والشيوعي بأغلب الأصوات، وتم الاتفاق على تأسيس حكومة من البرلمان الفرنسي.
وتم الاتفاق على تأسيس جمهورية فرنسا الرابعة ومن ثم الاتفاق بأنّ رئيس الجمهورية هو المسؤول عن إدارة أمور الدولة، وكانت جمهورية فرنسا الرابعة تعتمد النظام البرلماني. قام الحزب الشيوعي بعد ذلك بإصدار قرارات في الدولة، وحدثت عدة تمردات في فرنسا في ذلك الوقت وأدخلها في الحرب الباردة، وأدت تلك الأحداث إلى انهيار الحكومة الثلاثية في فرنسا.