هناك عدة أسباب أدت إلى حدوث حرب المائة عام والتي كانت الأطراف الرئيسة فيها هي فرنسا وإنجلترا، فقد كانت هناك عدة أسباب اقتصادية ومنها سياسية إضافة إلى الصراعات بين العائلات المالكة الإنجليزية والفرنسية، والتي كانت كل واحدة منها تدعي أن حكم العرش في فرنسا لها وليس لغيرها كون أن إنجلترا كانت تابعة في حكمها لفرنسا، فقد كانت ترى أن لها الحق في حكم العرش الفرنسي.
سبب حرب المائة عام:
في عام 1316 ميلادي وبعد وفاة الملك “لويس العاشر”، لم يكن له سوى بنت واحدة والتي تم اختيارها لتولي العرش بعد والدها، ولكن حصل الرفض على تولّيها الحكم بعد والدها كونها امرأة وكانوا يرون أن الذي سوف يتولى العرش يجب أن يكون صاحب حنكة سياسية مؤهل للعرش، وكما كان يقال بأنها ليست ابنته الشرعية ولا يحق لها بتولي العرش الملكي الفرنسي، فقام “فيليب الخامس” بوضع قانون يمنع تولي المرأة الحكم في فرنسا وحصل هو الحكم بواسطة ذكائه وحنكته.
وعندما توفي لم يكن ليه أولاد ذكور هو أيضاً، ولم يُسمح لبناته بتولي الحكم وذلك بموجب القانون الذي وضعه هو، فتم اختيار أخوه “تشارلز الرابع” لتولي الحكم من بعده، ولم يدم حكم “تشارلز الرابع” كثيراً وتوفي بعد ذلك في عام 1328 ميلادي، وقد كان لديه بنت وكانت زوجته حامل وقد أنجبت بنت وبذلك انتهت سلالة عائلته من الحكم، وقد كان أقرب وريث ذكر لتشارلز الرابع هو ابن أخيه هو “إدوارد الثالث” من إنجلترا والتي كانت أمه “الملكة إيزابيلا”، إلا أن الطبقات النبيلة في فرنسا اعترضت عليه وكانوا يشكون في ملكية “إيزابيلا”.
ويؤكد المؤرخون أن السبب الرئيسي للصراع الرئيس بين إنجلترا وفرنسا، عندما قام “النورمان” بغزو إنجلترا، وقاموا بالاستيلاء على الحكم الإنجليزي والذي كان تابعاً لفرنسا حينها، وأصبح التاج الإنجليزي حينها تابعاً لطبقة النبلاء الفرنسيين؛ ممّا جعل “النورمان” يحضون باهتمام الملك الفرنسي، وقد كان الإنجليز يحاولون بكل ما يستطيعون استرجاع أراضيهم وحمايتها من الحكم الفرنسي.
بالإضافة إلى كل تلك الأسباب التي أدت إلى قيام حرب المائة عام هناك أسباب سياسية والتي كانت تتعلق بمحاولة إنجلترا في التخلص من تعبئتها في الحكم لفرنسا، بالإضافة إلى أن ملك فرنسا كان ملكاً ضعيفاً في الحكم وكثير البذخ، أدى إلى زيادة مديونية فرنسا، على عكس ملك إنجلترا والذي كان ملك قوي ونظامي.