عواصم مصر الفرعونية والمدن الهامة في العصر الفرعوني
نخن
تعتبر مدينة نخن من أقدم العواصم المصرية القديمة في التاريخ كما عرفت أيضا باسم مملكة الصعيد، واتخذ ملوكها التاج الأبيض الطويل ونبات السوت رمزاً لهم، وتقع مدينة نخن على الضفة الغربية لنهر النيل، كما اعتبرت مركزاً رئيسياً لعبادة الإله حورس، ولكن بسبب موقعها في أقصى الجنوب جعل أهميتها السياسية تقل شيئاً فشيئاً فانتقل منها الملوك إلى المدينة الجديدة ثنى.
بوتو
كانت مدينة بوتو معاصرة لمدينة نخن ولكنها في الشمال، والتي عرفت أيضاً باسم (به) أي المقر أو العرش، وقامت على أنقاضها قرية أبطو أو تل الفراعين بالقرب من دسوق، واتخذ ملوكها التاج الأحمر وجعلوا النحلة رمزاً لهم وشعارها نبات البردى.
ثنى
تعد مدينة ثنى العاصمة الثانية لملوك الصعيد بعد أن انتقلوا إليها وفرضوا سيطرتهم على الكثير من مدن الجنوب، وكانت تتميز بموقعها المتوسط بين أقاليم الصعيد، ولم يتبقى من آثار ثنى أي شيء تماماً، ويرجح غالباً أنها كنت تقع مكان قرية شيخ نجع المشايخ الحالية جنوب شرق مدينة جرجا.
أنب حج
أسس ملوك الأسرة الأولى هذه العاصمة والتي يعني اسمها الجدار الأبيض؛ لأنها كانت محاطة بسور ملوّن باللون الأبيض، وبقيت هذه العاصمة مرتبطة بملوك الأسرتين الأولى والثانية الذين بدأ حكمهم بتوحيد القطرين وذلك على يد الملك الفرعوني حورعحا الذي بدأ حكمه سنة 3000 ق.م.
منف
كان المصريون القدماء يطلقون عليها اسم (من-نفر) والذي يعني الأثر الجميل، كما عرفها اليونانيون باسم ممفيس، ومنذ عصر الملك زوسر أصبحت هي العاصمة المصرية وكان معبد الإله بتاح إله الفنانين من أهم المعابد فيها.
كان في منف سوق تجاري يأتي إليه الفلاحين والتجار من كل مكان، كما أن القصر الملكي الذي يقيم في الملك موجود في العاصمة، وعلى الرغم من انتقال العاصمة في الدولة الوسطى إلى اللشت ثم إلى طيبة في العصر الحديث إلا أنها بقيت العاصمة الروحية لمصر؛ لما لها من أهمية سياسية وعسكرية، وتدرب فيها الأمراء على فنون الحرب واتخذوها قاعدة للهجوم في حرب التحرير.
تعتبر منف أهم مكان توجد به آثار ويوجد بها أهرامات الجيزة التي تعتبر أهم وأشهر المواقع الأثرية في العالم بأكمله وخاصة هرم خوفو الأكبر؛ بسبب الحكايات والقصص الغريبة التي نسجها الناس عنه من وحي خيالهم.
سقارة
تقع سقارة على الضفة الغربية للنيل وعلى بعد 25 كم جنوب هضبة الجيزة، وشبهت بالكتاب المفتوح الذي يحكي قصة الحضارة عبر عصورها المختلفة؛ فهي الجبانة الوحيدة في مصر والتي تضم المقابر منذ بداية التاريخ المصري وحتى نهايته، بالإضافة إلى الآثار من العصرين اليوناني والروماني كما أن بها العديد من المقابر التي تحتوي على النقوش الملونة والفريدة.
يعتبر عصر الدولة القديمة أزهى عصورها عندما حدثت أول وأهم ثورة في فن البناء والعمارة باستخدام المهندس العبقري ايمحتب الحجر بدلاً من الطوب لتشييد مجموعة الملك زوسر وبهذا يكون أول من استخدم الحجر ليقيم بناءً كاملاً.
تضم سقارة ثلاثون هرماً منها خمسة عشرة منها مخصصة لملوك مصر والباقي ما بين أهرامات عقائدية أو أهرام للملكات واستمرت أهميتها حتى العصور المتأخرة والعصرين اليوناني والروماني، وكل هذا يؤكد أهمية المدينة من النواحي التاريخية والأثرية والدينية.
طيبة
لمدينة طيبة العديد من الأسماء ومنها واست، المدينة الجنوبية وغيرها وهي أشهر العواصم الفرعونية، والسبب في شهرتها هذه موقعها الجغرافي على الضفة الشرقية لنهر النيل وعلى بعد 670 كم جنوب القاهرة، وازدادت شهرتها منذ عصر الأسرة الحادية عشرة؛ أولى أسرات الدولة الوسطى.
دار على أرضها الصراع الكبير بين ملوك ملوك أهناسيا وملوك طيبة على الحكم، وكانت الانتصار حليفاً لملوك طيبة تحت قيادة الملك (منتوحتب نت حبت رع) والذي اختارها عاصمة له، أما عصر الدولة الحديثة عصر الأسرة الثامنة عشر أصبحت طيبة عاصمة البلاد مرّة أخرى بعد أن هزم أبناؤها الهكسوس.
وبعد الدولة الحديثة احتفظت مدينة طيبة بأهميتها كعاصمة لدولة آمون الدينية، وعند انتشار الديانة المسيحية تم تحويل العديد من المعابد إلى كنائس، ولكن النقوش التي كانت على المقابر والمعابد تعرضت للتشويه، والأقصر الآن من أهم المدن السياحية التي يتوافد عليها السيّاح من كل مكان.
اللشت
كانت مدينة اللشت عاصمة مصر خلال فترة حكم الأسرة الثانية عشر، وقد اختارها الملك أمنمحات الأول لتكون عاصمة البلاد؛ لأنها تقع في موقع متوسط، والهدف الآخر هو رغبة الملك بالتجديد والابتعاد عن العواصم الأخرى، وتقع اللشت على الضفة الغربية لنهر النيل وتبعد عن القاهرة حوالي 50 كم جنوباً، ويوجد في المنطقة العديد من المقابر بالإضافة لهرم سنوسرت الأول وهرم أمنمحات الأول.
ذكرنا في هذا المقال المدن والعواصم التي تميزت في العصر الفرعوني بجمال حضاراتها وثقافاتها والآثار التاريخية التي تحتويها كل منها.