ما هي كرامات المجاهدين في عهد معاوية بن أبي سفيان؟

اقرأ في هذا المقال


كرامات المجاهدين في عهد معاوية بن أبي سفيان:

حدثت العديد من الكرامات إلى المجاهدين في عهد معاوية بن أبي سفيان، ومن الذين حصلوا على هذه الكرامات أبي مسلم الخولاني، وبالإضافة إلى عقبة بن نافع عندما نادى الوحوش والدواب وطلب منها الرحيل، فرحلت حينها بإذن الله تعالى حيث قال: فارحلوا عنا فإنا نازلون، ومن وجدناه بعد هذا قتلناه، وحينها تعجّب الناس من أن أسباع تخرج من الشعراء وكانت سامعة مطيعة، كما حملت الذئاب أبناءها، والحية حملت أولادها.

ونادى حينها في الناس قائلاً: كفّوا عنهم حتى يرحلوا عنها، فظلَّ الناس ينظرون إليها حتى آلمهم حرّ الشمس، وعندما لم يروا منها دخلوا وأعطاهم الأمر بقطع الشجر، وبقي أهل إفريقيا مقيمين في القيروان بعد ذلك أربعون عاماً، وكل هذا الوقت لم يروا أي حية أو عقربة أو سبع.

اختطّ عقبة بن نافع دار الإمارة أولاً، وبعدها ذهب لموقع المسجد واختطّ الأعظم ولم يقم بأي بناء فيها، كم كان يصلي هو فيه وكان الناس يختلفون معه في القبلة وقالوا: إن جميع أهل المغرب يضعون قِبلتهم على قبلة هذا المسجد، فأجهد نفسك على تقويمها، وبقوا أياماً وهم ينظرون لمطالع الشتاء والصيف، وعندما رأى القوم قد خالفوه بقي مغموماً فدعا الله عز وجل كثيراً وأتاه أتٍ في منامه وقال له: إذا أصبحت فخذ اللواء في يدك واجعله في عنقك، فإنك تسمع بين يديك تكبيراً لا يسمعه أحد من المسلمين غيرك، فانظر الموضع الذي ينقطع عنك في التكبير فهو قبلتك ومحرابك.

وعندما استيقظ من نومه جزعاً فتوضأ حتى يصلي، فكان معه في الصلاة أشراف الناس، وعندما أتى الصبح صلَّى ركعتي الصبح بالمسلمين فسمع التكبير من بين يديه، فقال للناس الذين حوله: أتسمعون ما أسمع؟ فقالو له: لا، فعلم حينها إنه أمر من الله تعالى فقام وأخذ اللواء على عنقه، وبدأ بإتباع التكبير حتى وصل إلى المحراب وانقطع حينها التكبير، فركز لواءه وقال: هذا محرابكم فاقتدى به سائر مساجد المدينة.

وهذه القصة تذكر لنا عبرة بليغة بالذي حدث مع عقبة بن نافع في ندائه للوحوش والدواب وباستجابتها له ومغادرتها للمكان، وهذه الكرامة من الله عز وجل يكرم بها أولياءه الصالحين الذي يريد نصرة الإسلام ونشره بهم، وعندما جعل الدواب تسمع كلام عقبة وتخاف منه خوفاً شديداً، وقدرّ لها أن تكون مطيعة له كأنها ذات عقل وإدراك، ورأى هذا الكثير من جموع البربر وأسلموه بعد الذي رأوه، وذكر هذا ابن الأثير في روايته.


شارك المقالة: