ما هي مستويات الثقافة؟
تعرف الثقافة على أنها مجموعة كبيرة من الطوابع المتنوعة ذات طوابع المشتركة، والقيم والأهداف والممارسات التي تميز مؤسسة أو منظمة أو جماعة ما، وهذا التعريف المختار من عدة تعاريف لمصطلح الثقافة، وهي بهذا التعريف تعادل ما يسمى الشق الروحي عند البعض للثقافة، بما أن الحضارة هي عبارة عن الشق المادي لها، ولا خلاف في التقسيمات إن كان المراد واحداً، وللثقافة من هذا التعريف ثلاث مستويات مهمة جداً:
من أبرز مستويات الثقافة أنها تعتبر ذات طابع أولي أو بدائي، وهذا المستوى يتحدد عن طريق القيم الدينية أو العِرق أو اللغة، إذّ تكون بدرجات متفاوتة قد يطغى بعضها على بعض.
وجود نظام المستوى التعايشي أو المشترك أو العرف المنتشر، وهو ما يؤلف من المستوى الأول في الأعمّ الأغلب ينتج بالتواطؤ الضمني بين أفراد الثقافات.
توافر أمر الطابع الثقافي الرسمي، إذّ يعتبر هذا الطابع الصبغة الثقافية المهيمنة، حيث تتمثل بتوجه الفئة الغالبة وهي رغم طغيانها لا تعتبر قوية ومتماسكة عند أي أمر حقيقي.
العالم الاجتماعي هربرت ماركوزه ومستويات الثقافة:
وهذا الوجه الثقافي الرسمي ما يسميه العالم الاجتماعي هربرت ماركوزه مجازاً بالمجتمع أحادي البُعد، ويعزو ذلك لرفض هذا المجتمع أي محاولة لمناههضة كافة مستويات الثقافة، عن طريق تلبية حاجات الناس ورفع مستوى حياتهم في الثورات الثقافية، عندما اختفت الأنظمة الحاكمة من تمثيل الوجه الرسمي للثقافة، وظهرت بغيابها ثقافات المستوى الأولي، والتي ما زالت تتطغى.
يظهر تلاشي أمر مستويات الثقافة من خلال عدم قدرتها على التعايش ضمن مستويات الثقافة، الذي فرضت الانضباط على كافة أمور الثقافة بين كافة الدول، ذات الثقافة الممقوتة من شعوبها، وهذا الأمر يجب الانتباه له دائماً ، كما يجب معرفة أن الثقافة الرسمية ظهرت من مستوى ثقافي أولي، وطغت على باقي الثقافات حتى سيطرت عليها.
وأصبحت هي الواجهة الرسمية فلا يوجد ثقافة رسمية جاءت من باب الفراغ، وهو ما يحاول الكثير من المثقفين تحييده، فتجده يرفض مبدأ البناء على فهم خاطئ لمصطلح هذه العصبية وربطه فقط بالقبيلة دون غيرها، ولا يعلم أن العصبية هي الرابط الثقافي المتفق عليه بين أقوى الفئات حتى فرضت رأيها على باقي الأفراد.