مظاهر السلطة في ولايات الدولة الأموية:
ثروات الولاة:
كان ولاة الدولة الأموية يسيرون على خُطى الخلفاء في امتلاك الثروات، ومن أهم هذه الثروات القطائع والضِياع، فقد كان أولياء العراق يمتلكون القطائع كزياد بن أبي سفيان الذي استخدم الحيلة لشراء أرض من أحد أقارب معاوية بن أبي سفيان، ونستطيع الاستنتاج أن زياد كان من الأثرياء، ويمتلك الأراضي في ولاية البصرة، وكان يجود على حاشيته بالقطائع، وجعل عليها وكيلاً قد كلَّفه وهو عبد الرحمن بن تبَّع الحميري.
وكان لقتيبة بن مسلم الباهلي والي خراسان والعراق من قِبَل الحجاج بن يوسف الثقفي قطيعة في البصرة، وكان خالد بن عبد الله القسري والي العراق وخراسان من قِبَل الخليفة هشام بن عبد الملك لديه ثمانية ضياع في العراق، وكانت غلة ضياعه تُقدَّر بعشرين مليون درهم أو ثلاثة عشر مليون درهم، وبذلك قد يكون منافساً لهشام وهذا سبب مهم لعزله.
وكان ولاة مصر لديهم ملكيات عقارية، فقد امتلك عمرو بن العاص والي مصر من قِبَل معاوية بن أبي سفيان بستاناً في الطائف وهو الوهط، ونستطيع الاستنتاج بأن ولاة الدولة الأموية قد جمعوا ثوراتهم عن طريق استغلال القطائع كما فعل الخلفاء من قبلهم، باستثناء الخليفة عمر بن عبد العزيز.
التشريفات:
كان لولاة الدولة الأموية برنامج عمل يومي كما فعل الخلفاء، فكان زياد بن أبي سفيان ينظر في شؤون الدولة والحكم كل يوم باستثناء يوم الجمعة، وكان عبيد الله بن زياد لا يأذن بدخول الناس لمجلسه إلا بعد أن يرتفع النهار، وكان بشر بن مروان والي الكوفة من قِبَل عبد الملك بن مروان لا يجلس مع الناس في وقت العِشاء.
وأصبح والي العراق كالخليفة الأموي؛ يحدد وقتاً لاستقبال الناس في مجلسه، ومعاملتهم مع الناس كانت بعيدة لا يقبل اللقاء معهم في مجلسه إلا بعد أن يأخذوا موعداً وبإذن مسبق، وقد وضع زياد بن أبي سفيان حالات معينة للقاء الناس، وهي:
- الحالة الأولى: الشخص الذي يُنادي للصلاة.
- الحالة الثانية: طارق الليل فلا يطرق إلا لوجود خبر مهم.
- الحالة الثالثة: رسول صاحب الثغر وإن أبطأ ساعة فسد عمل سنة.
- الحالة الرابعة: دخول صاحب الطعام.
السرير:
جلس ولاة الدولة الأموية على السرير على شاكلة االخلفاء، وكان بشر بن مروان والي العراق، ثم الحجاج بن يوسف والي العراق والمشرق، وعمر بن هبيرة الفزاري والي العراق وخراسان، وخالد بن عبد الله القسري والي العراق، كانوا جميعاً يجلسون على السرير، وكما اتخذ ولا مصر السرير كشكل من أشكال السلطة، وجلس أيضاً ولاة أفريقيا على السرير.
المقصورة:
كان الولاة الأمويون يتبنون المقصورة كعنصر معماري، وقد قام بتحديثه معاوية بن أبي سفيان ويعتبر أحد مظاهر الملك الإسلامي، واتخذ زياد بن أبي سفيان المقصورة في المسجد في ولاية الكوفة، وكان زياد أول من وضع المقصورة بالمسجد في البصرة، وكان مروان بن الحكم قد جعل المقصورة في المدينة ليصلَّي فيها؛ لحمايته من أي محاولة اغتيال قد يتعرض لها، وقد قلَّد الولاة الأمويون الخلفاء بأخذ مظاهر السلطة من الملوك الفرس والبيزنطيين.