ما هي معركة تريبيا ومعركة فاليرس؟

اقرأ في هذا المقال


معركة تريبيا:

معركة تريبيا: هي أول المعارك التي قامت بين الرومان والقرطاجيين خلال سلسلة الحرب البونيقية الثانية، وقام الرومان بتجهيز أعداد كبيرة من الجيش لخوض المعركة، وعلى الرغم من عدد الجيش الروماني الكبير، إلا أّنّه تم هزيمتهم وكانت أول وأكبر الخسائر الرومانية، ووقعت أحداث المعركة بالقرب من نهر تريبيا الإيطالي.

بداية معركة تريبيا:

يعود أصل الصراع بين الرومان والقرطاجيين عندما قامت إحدى المدن في إسبانيا بالتحالف مع روما؛ ممّا دفع القائد “حنبعل” إلى مهاجمة تلك المدينة ودمرها، ومن ثم قام بالتوجه إلى إيطاليا وقام بغزوها وتعرض عند بداية الغزو لخسائر كبيرة ومع امتداد الصراع تمكن من تحقيق النصر على الرومان، وتمكن من تحقيق تحالف مع القبائل الغالية التي تسكن في شمال إيطاليا والذين قاموا بمدهم بالجنود والأسلحة والطعام، قام الإمبراطورية الرومانية بالإرسال إلى مملكة صقلية وطلب منهم مساعدتهم ومدهم بالجنود.

في ذلك الوقت كان “حنبعل” وجنوده يقيمون في المدن الإيطالية التي يقيم فيها القبائل الغالية، قامت تلك القبائل بالانضمام وبشكل كبير إلى الجيش القرطاجي، لم يتمكن “حنبعل” حينها من توفير الطعام اللازم لتلك الجنود؛ ممّا دفعه إلى الاستيلاء على مستودع الحبوب الروماني، على الرغم من تحالف القبائل الغالية مع القرطاجيين، إلا أنّهم قاموا بغدرهم وقاموا بالذهاب إلى الرومان وطلبوا منهم الحماية؛ ممّا أدى إلى اندلاع اشتباك بينهم وبين مجموعة من الجيش القرطاجي.

قام الجيش الروماني بالوقوف إلى جانب القبائل الغالية ودخلوا بصراع ضد الجيش القرطاجي وتمكنوا من تحقيق النصر؛ ممّا أدى ذلك إلى رفع الروح المعنوية لدى الجيش الروماني، وقاموا بالتجهيز لخوض معركة ضد القرطاجيين، وكان هناك مجموعة من الغاليون يقومون بإرسال أخبار الجيش الروماني وتجهيزه للحرب إلى “حنبعل”.

قام “حنبعل” بعد ذلك بإصدار الأوامر إلى جنوده وأمرهم بالاختباء بين الأشجار وتجهيز كمين للرومان، ومن ثم قام بوضع خطة وأرسل مجموعة من الجنود لاستفزاز الرومان وإخراجهم من مكانهم ليتم إيقاعهم في الكمين، بدأ الجيش الروماني بالتحرك وقاموا بعبور النهر وكان الطقس بارد، الأمر الذي أعاق تحركهم، وعند وصولهم كان الجيش القرطاجي في انتظارهم، وقاموا بالهجوم عليهم وتمكنوا من قتل عدد كبير منهم.

مع اشتداد المعركة لم يتمكن الجيش الروماني من القتال ؛ وذلك بسبب البرد والجوع وعدم استعدادهم للحرب، فبدأ الجيش الروماني في الانهيار؛ ممّا دفع قائدهم بإصدار الأوامر إلى جنوده بالتراجع والانسحاب من الحرب، وتمكن القرطاجيون من تحقيق نصر كبير بواسطة التكتيك العسكري الذي قاموا به.

معركة فاليرس:

جَرت معركة فاليرس بين الرومان والقرطاجيين، وقام القائد الروماني “فابيوس ماكسيموس” بقيادة الجيش الروماني في تلك المعركة، وكان سبب قيام المعركة؛ عندما قام الرومان بالاستيلاء على مستودعات الحبوب والماشية التي تخص القرطاجيين وقاموا بمحاصرتهم؛ وذلك من أجل استفزازهم والدخول معهم في حرب واسترداد أراضيهم، لكن لم يقوم “حنبعل” بالتصدي لذلك الغزو وقام بوضع كمين للجيش الروماني وأراد استدراجهم وحصارهم، لكن الجيش الروماني كان حريصاً من مواجهة الجيش القرطاجي.

بداية معركة فاليرس:

بعد أن تم هزيمة الجيش الروماني في معركة بحيرة تراسمانيا وقيامهم بالانسحاب، ظنوا بأنّ القرطاجيين سوف يقومون بغزو روما، إلا أنّهم لم يقوموا بغزوها؛ ممّا جعل الرومان يعيشون في حالة من الرعب والترقب للغزو القرطاجي وبدأت روما تعيش في حالة من الفوضى، وفي ذلك الوقت قام “حنبعل” بتوجيه جنوده للسير إلى  وسط إيطاليا، وعند معرفة الرومان عن تغير سير الجيش القرطاجي وعدم توجه إلى روما، قاموا بالعمل على إصلاح المدينة وإعادة بناء أسوارها وإعادة تنظيم جيوشهم.

في ذلك الوقت كان الجيش القرطاجي يتوغل داخل مدن وسط إيطاليا وقاموا بنهب خيراتها وحاولوا استفزاز الجيش الروماني وخوض معارك معهم، وذلك عن طريق القيام نهب وحرق المدن المتحالفة مع الإمبراطورية الرومانية، فقام الرومان بإتباع استراتيجية جديدة وقاموا بمحاصرة القرطاجيين داخل الجبال ودار اشتباك بعد ذلك بين الطرفين وتمكنوا من هزيمة الرومان في بداية الصراع.

قرر “حنبعل” فك الحصار الروماني عن جنوده وخوض الحرب في الوقت الذي كان الرومان يفضلون عدم خوض الحرب، وقام بإصدار الأوامر إلى جنوده بخوض الحرب ليلاً ومباغتة أعدائهم، وعندما بدأ الهجوم القرطاجي، قام الجيش الروماني بالطلب من قائدهم الفرار لكنه رفض، لتبدأ المعركة ويتم هزيمة الرومان فيها.


شارك المقالة: