معركة زامة:
معركة زامة: هي حرب قامت في عام 202 قبل الميلاد واستمرت لمدة سبعة عشر عاماً بين القرطاجيين بقيادة “حنبعل” وبين الرومان والذين كانوا بقيادة “أفريكانوس الكبير”، ودارت أحداثها على الحدود التونسية الجزائرية، وانتهت بانتصار الرومان؛ ممّا دفع القرطاجيين إلى طلب السلام.
قبل معركة زامة:
خلال فترة القرن الثالث قبل الميلاد كان الرومان والقرطاجيون يشكلون أكبر قوة عسكرية، ودارت بينهم صراعات لفترة طويلة؛ من أجل السيطرة على جزيرة صقلية، لتبدأ حرب البونيقية الأولى يتمكن الرومان من تحقيق النصر والسيطرة على جزيرة صقلية، وعاد القرطاجيون إلى حالة الهدوء والسلام لفترة مع الرومان والتي استمرت لفترة طويلة، ليعود “حنبعل” ويقود القرطاجيين ويتوجه إلى إسبانيا ويتمكن من السيطرة عليها مرة أخرى؛ ممّا دفع روما إلى إعلان الحرب عليه وتبدأ بذلك الحرب البونيقية الثانية.
بعد إعلان روما الحرب على القرطاجيين وتعرضهم للكثير من الخسائر، قام حنبعل بقيادة مجموعة من جنوده وتوجه إلى إيطاليا وطلب من أخيه الذي كان يخوض حرباً في إسبانيا بتزويده بالمزيد من الجنود، ليدور صراع بينه وبين الجيش الروماني، وتمكنت روما من تحقيق النصر في المعركة، وعلى الرغم من خسارة “حنبعل” إلا أنّه لم يخرج من الأراضي الإيطالية وكان مصمم الخروج منها منتصراً فقط وحاول إقناع المدن الإيطالية على التمرد والتحالف معه، وتمكن بالفعل من إقناع بعضها بالتحالف.
تمكن “حنبعل” من تحقيق عدة انتصارات في البداية؛ مما زاد عدد المتحالفين معه ودعمهم بالتمرد على الحكم الروماني، على أنّ روما لم يؤثر فيها ذلك، فقد كانت تملك أقوى الجيوش في إيطاليا وإسبانيا وصقلية، والأمر الذي أثر على “حنبعل” بشكل كبير عندما قام الرومان بقتل أخيه؛ ممّا أدى إلى غضبه وإصراره تحقيق النصر وقام بالسير إلى روما، وقرر عدم الخروج منها إلا بتحقيق النصر.
بداية معركة زامة:
قامت روما بتجهيز قواتها العسكرية لمواجهة القوات القرطاجية، وخططت بأن يتم أحداث المعركة على أراضي قرطاج، ليخوض حرباً ضد الجيش القرطاجي في إسبانيا وتمكن من هزيمتهم ومن ثم توجه إلى شمال أفريقيا وحقق عدة انتصارات، وكان متوجهاً إلى قرطاج، الأمر الذي أقلق “حنبعل ودفعه العودة إلى مدينته والدفاع عنها وقامت بجلب الكثير من الكتائب العسكرية، ليبدأ الصراع بين الطرفين في منطقة زامة، وقام الجيش الروماني بتقسيم جنوده إلى عدة أقسام وقام بنشرهم لمحاصرة الجيش القرطاجي.
اشتد الصراع بين الطرفين وكانت أكبر الصراعات حدث داخل منطقة زامة، تمكن الرومان قتل أعداد كبيرة من الجيش القرطاجي وهزموهم، وقاموا بالتوجه إلى قرطاج وطالبوا من سكانها الالتزام بالهدوء وأخبروهم بأنّهم لن يتعرضوا لأي سوء ومنحهم السلام، وقامت روما بالطلب من “حنبعل” التنازل وتسليم القيادة قرطاج إلى روما لكنه رفض، ليتم نفيه خارج البلاد ويقوم بالتحالف مع أعداء روما، وتم بعد ذلك عقد معاهدة السلام بين روما وقرطاج والتي استمرت لفترة طويلة.
قامت قرطاج بإعلان الحرب مرة أخرى، وتمكنت روما من القضاء عليهم وأحرقت منازلهم وقامت ببيع الأسرى كعبيد، لتصبح قرطاج بذلك جزء من أراضيها، وبعد الانتصار الذي حققته روما أصبحت من أقوى الدول وأخذت بتوسعة أراضيها، وقامت بالتخطيط لخوض حرب ضد الإغريق وتحقق النصر عليهم ويتم تأسيس الإمبراطورية الرومانية.
معركة كروتوني:
تعتبر معركة كروتوني أحد معارك الحرب البونيقية الثانية التي دارت بين الرومان والقرطاجيين، وقد قامت أحداثها على أراضي مدينة كروتوني الموجودة في جنوب إيطاليا، وكان سبب قيام الحرب؛ عندما حاول “حنبعل” الهروب عبر إقليم كالابريا الإيطالي والتوجه إلى قرطاج بعد هزيمته في معركة ميتوريوس، حاول الرومان قطع سيره والعمل على محاصرته.
أحداث معركة كروتوني:
بعد قيام الرومان هزيمة جيش “حنبعل” في عدة معارك في أراضي إيبيريا وقاموا بقتل أخيه، اعتقدوا بأنّهم بذلك حققوا النصر وتمكنوا من هزيمته بشكل كامل، والذي كان يجهز لخوض الحرب والسيطرة على إقليم كالابريا والذي كان يعتبره الموقع الاستراتيجي لخوض الحرب ضد الرومان، وقام بإقناعهم بالحل السلمي مقابل سحب جنوده من إيطاليا؛ وذلك من أجل إبعاد أنظارهم عن خطته الحربية.
وكان يحتاج الكثير من الأموال لخوض الحرب وقام برفع الضرائب على شعبه؛ ممّا أدى إلى غضبهم وتمردهم. علم الرومان بتجهيزاته للحرب ليبدأ الصراع بين الطرفين في مدينة كروتوني والذي امتد دون انتصار أحد الطرفين، لكن خسر القرطاجيون الكثير من جنودهم في الحرب وتمكن الرومان من إعادة بعض المدن الإيطالية تحت سيطرتها.