تعتبر مملكة الفرنجة الشرقية سلف الإمبراطورية الرومانية والتي تم حجمها من قِبل سلالة الكارولنجية، وقد بقيت تلك السلاسة تحكمها حتى عام 911 ميلادي، وقد تم تأسيس مملكة الفرنجة الشرقية وفق معاهدة فيردان، حيث تم تقسيم الإمبراطورية الرومانية المقدسة إلى ثلاثة ممالك، حيث تم تقسيم الممالك إلى شرقية وغربية وذلك الانشقاق اللغوي بين اللغة اللاتينية واللغة الألمانية، وأصبحت حينها الفرنجة الشرقية هي مملكة ألمانيا وفرنجة الغربية هي مملكة فرنسا.
مملكة الفرنجة الشرقية:
في عام 843 ميلادي وبعد انتهاء الحرب الأهلية والتي استمرت لمدة ثلاثة سنوات وبعد وفاة الإمبراطور “لويس الورع”، قام أبنائيه الثلاثة بعقد معاهدة “فيردان”، والتي كانت تنص تلك المعاهدة على تقسيم الأراضي الإمبراطورية، وقد أدى ذلك التقسيم في الإمبراطورية إلى انهيارها، وبقي إبن الإمبراطور الأكبر “لوثر الأول” يحتفظ بلقب الإمبراطور كما قام بحكم مملكة الفرنجة الوسطى، كما تم تسليم فرنجة الغربية لشارل الأصلع، حيث كانت الفرنجة الشرقية تحتوي على ثلث مملكة الفرنجة، أما بالنسبة لباقي الأراضي فقد تم ضمها إلى الإمبراطورية في القرنين الخامس والثامن ميلادي.
حيث كانت اراضي مملكة الفرنجة تحتوي على دوقيات ألمانيا وساكسزني وبافاريا، كما كانت تحتوي أيضاً على السكان الدنماركيين، حيث كانت تتميز فرنجة الشرقية بوجود الشعوب المتحدثة باللغة الألمانية واللغة السلافية، كما أنها كانت تتميز مملكة الفرنجة عن غيرها من الممالك باللغة والقوانين والدين، وفي عام 869 ميلادي تم عقد “معاهدة مرسين” والذي تم من خلال تلك المعاهدة تقسيم دوقية “لوثارينغيا” بين فرنجة الغربية وفرنجة الشرقية، وقد كانت فرنجة الوسطى مملكة قصيرة الأمد؛ وذلك بسبب أنها كانت ساحة للحروب الفرنسية والألمانية.
وقام ملك ألمانيا “شارل البدين” بالعمل على توحيد أراضي مملكة الفرنجة، إلا أن ذلك التوحيد لم يدم طويلاً حيث تم خلعه من قِبل طبقة النبلاء في مملكة الفرنجة الشرقية، وبعد ضعف السلطة الملكية في فرنجة الشرقية تحول نبلاء الدوقيات من نبلاء يتم تعيينهم إلى حكام وراثيين لدوقايتهم؛ ممّا أدى ذلك إلى قيام ثورات إقليمية في مملكة الفرنجة الشرقية، وفي عام 911 ميلادي قرروا النبلاء بأن يكون الحاكم الذي يحكمهم من طبقة النبلاء، وقد رأوا بأن لا يحق للسلالة الكارولنجية بأن تحكمهم.