ما هي نظرية الفعل الاجتماعي؟
تؤكد نظرية الفعل الاجتماعي على الحاجة إلى التركيز على المستوى الأصغر من الحياة الاجتماعية، خاصة على أسلوب الأفراد الذين يستطيعون به التفاعل مع بعضهم البعض، وذلك أكثر من التركيز على المستوى الأكبر، الذي يشمل البناء الكلي لتأثيرات المجتمع على أسلوب الأفراد “وهي نظرية الفعل”، حيث تؤكد أنه لا يجب أن نفكر في وجود المجتمعات خارج نطاق تفاعل الأفراد، وبالنسبة لمنظري نظرية الفعل الاجتماعي فإن المجتمعات هي في النهاية نتيجة التفاعل الإنساني وليس سببها.
ويجب أن ننظر فقط حول الكيفية التي يستطيع بها الكائن اﻹنساني التفاعل حتى يمكن أن نستطيع فهم كيفية خلق النظام الاجتماعي.
وهذا يجعلنا نفكر في أنماط الفعل الاجتماعي التي يستطيع الإنسان القيام بها، ولا شك أن بعض الأفعال الإنسانية تشبه أفعال الظواهر في العالم المادي، تتم بلا غرض أو هدف أو قصد أو بلا نيّة، فنحن جميعاً نفعل أشياء بشكل تلقائي أو عفوي، مثل العطس، وفتح وقفل العينين أو التثاؤب، كما أننا لا نختار الشعور بالخوف والدهشة والألم، أو نختار ردود أفعال لهذه المشاعر على حد معرفتنا.
أما فيما يتعلق بما نعرفه عن مفهوم الظواهر غير الإنسانية (المادية) أنها غريزية بحته (ترجع إليه أو تعكس استجابات لمثيرات خارجية)، فعلى سبيل المثال، الحيوانات أحياناً ما تتصرف بأسلوب عقلاني، عن طريق استخدام العقول، فهي تبدو ذلك في اختيار المأكل أو النوم أو حينما تكون ودودة أو عدوانية أو عند قضاء حاجاتهم على السجادة الجديدة في حجرة المعيشة.
ومع هذا فإن التفسير الخاص بعلم الحيوان، يرى أن هذا غالباً ما يكون بسبب أنماط معقدة من الفعل الحيواني غير الإداري، حيث أن هذا يكون ناجماً عن فعل تلقائي أكثر من نتيجة قرار إرادي مبدع.
تقريباً إن ردود أفعال الإنسان تكون إرادية أو مقصودة، أي أنها ناجمة عن قرار واعي، نتيجة للتفكير العميق، تقريباً أن كل شيء نفعله نتيجة الاختيار الحر للقيام بفعل بطريقة أو بأخرى، علاوة على أن هذا يكون نتيجة اختيار هادف أو موجه عقلانياً، فنحن نختار بين مجموعة من الأفعال ﻷننا كبشر قادرين على وضع هدف أو غاية لنأخذ فعلاًً مناسباً لتحقيق ذلك، وتقريباً كل فعل إنساني هو فعل مقصود، فنحن نقوم بما نريد من أجل تحقيق هدفنا المنشود.