مدينة حران:
مدينة حران مدينة قديمة ذات أهمية استراتيجية، في الوقت الحالي تُعد حران قرية، في جنوب شرق تركيا، تقع على طول نهر البليخ (Balīkh) الذي يبعد حوالي (24) ميلا (38 كم) جنوب شرق أورفة.
مدينة حران الأموية:
فتح العرب المسلمون حران، ثم بعد حوالي قرن من الزمان، جعل الخليفة مروان الثاني، آخر الأسرة الأموية، من حران عاصمة الإمبراطورية الإسلامية الممتدة من إسبانيا إلى آسيا الوسطى، أعاد مروان الثاني بناء المدينة على مخطط بيضاوي حول تل مركزي.
كانت البلدة محاطة بسور طوله (4) كيلومترات وعرضه (3) كيلومترات وله سبع بوابات لا تزال سليمة جزئيا، أقام مروان قصرًا حكوميًا، وشيد قنوات الري، وجدد أولو كامي (المسجد الكبير)، الذي لا يزال من الممكن رؤية آثاره حتى يومنا هذا.
حكم الخليفة مروان الثاني من (744) حتى (750)، مروان، حفيد الخليفة الأموي الرابع، ولد عام (688) في بلاد ما بين النهرين حيث كان والده حاكماً، عاش في وقت بلغت فيه الإمبراطورية الإسلامية أقصى حد لها تحت حكم الخليفة الأموي هشام (724-743).
تصف المصادر التاريخية مروان بأنّه شجاع ومخيف وذكي، عين الخليفة هشام مروان حاكمًا لأذربيجان وأرمينيا حيث عزز سيطرة المسلمين بشكل فعال، أدخل مروان الإسلام إلى جورجيا حيث عُرف بمروان الصم لأنه لم يسمع صرخات الرحمة من خصومه.
في عام (736)، قام مروان بنهب وتدمير الجيب الروماني المتأخر على البحر الأسود سيباستوبوليس (سوخومي) وهي عاصمة أبخازيا، مما أدى فعليًا إلى طرد الرومان من جورجيا، وبدءًا من عام (740)، واجه الخليفة هشام تمردًا شيعيًا وثورات أمازيغية في شمال إفريقيا، مما أدى فعليًا إلى عزل أراضي المغرب وإسبانيا الحالية عن الحكم الأموي.
بعد وفاة هشام عام (743)، اندلع صراع عنيف على السلطة داخل الأسرة الأموية، سرعان ما تم تهجير الخليفة المباشر لهشام، وليد الثاني، المعروف بالشاعر المتحرّر وليس المحارب، حكم ثلاثة خلفاء أمويين مختلفين في غضون عام حيث انزلقت الإمبراطورية الإسلامية في حالة من الفوضى.
متى أصبحت حران العاصمة الأموية؟
استولى مروان على السلطة عام (744)، ولتوطيد سيطرته، نقل مروان العاصمة من دمشق إلى حران، وأعاد تنظيم الجيش واستعاد السيطرة الكاملة على سوريا عام (746)، كان لدى العباسيين المتنافسين الكثير من المتعاطفين.
في (747) ذهب العباسيون بقيادة أبو العباس إلى تمرد مفتوح في خراسان (إيران الحديثة)، في (25) يناير، (750) قاتل الجيشان الأموي والعباسي في (في العراق الحديث)، على الرغم من الأعداد الكبيرة، كانت الروح المعنوية منخفضة في الجيش الأموي.
تشكل المحاربون العباسيون في خط معركة هائل مع توجيه الرماح إلى الخارج، تمزق سلاح الفرسان الأموي إلى أشلاء، واستدار الجيش الأموي وهرب، وقتل في المعركة أكثر من (300) مقاتل أموي.
على الرّغم من أن مروان تمكن من الفرار إلى مصر، إلّا أنّ القوات العباسية طاردته بلا هوادة وقُتل في دلتا النيل، أبو العباس، المعروف باسم السفاح، نقل العاصمة من حران إلى بغداد وأسس الدولة العباسية، هرب الأمير الأموي عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس (إسبانيا) حيث أسس سلالة حاكمة محلية استمرت لثلاثمائة عام.