متى حكم العثمانيون مدينة بيروت؟

اقرأ في هذا المقال


أين تقع مدينة بيروت؟

بيروت هي عاصمة وأكبر مدن لبنان، اعتبارًا من عام (2014)، بلغ عدد سكان بيروت الكبرى (2.2) مليون نسمة، ممّا يجعلها ثالث أكبر مدينة في منطقة الشام والثالث عشر الأكبر في العالم العربي، تقع المدينة على شبه جزيرة في منتصف ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​في لبنان، كانت بيروت مأهولة بالسكان منذ أكثر من (5000) عام، ممّا يجعلها واحدة من أقدم المدن في العالم، تمّ العثور على أول ذكر تاريخي لبيروت في رسائل العمارنة من المملكة المصرية الجديدة، والتي تعود إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد.

متى حكم العثمانيون مدينة بيروت؟

تحت حكم السلطان العثمانيسليم الأول (1512-1520)، فتح العثمانيونسوريا بما في ذلك لبنان الحالي، كانت بيروت تحت سيطرة الأمراء الدروز المحليين طوال الفترة العثمانية، أحدهم فخر الدين الثاني، قام بتحصينها في أوائل القرن السابع عشر، لكنّ العثمانيين استعادوها في عام (1763)، بمساعدة دمشق نجحت بيروت في كسر احتكار عكا للتجارة البحرية السوريّة وحلت محلها لعدّة سنوات كمركز تجاري رئيسي في المنطقة.

خلال حقبة التمرد التالية على الهيمنة العثمانيّة في عكا تحت حكم جزار باشا وعبد الله باشا، تراجعت بيروت إلى بلدة صغيرة يبلغ عدد سكانها حوالي (10000) نسمة وكانت محل نزاع بين العثمانيّين والدروز المحليين والمماليك، بعد أن استولى المصري إبراهيم باشا على عكا عام (1832)، بدأت بيروت إحياءها، منظر لسراي بيروت الكبير – حوالي عام (1930) بحلول النصف الثاني من القرن التاسع عشر، كانت بيروت تطور علاقات تجارية وسياسية وثيقة مع القوى الإمبريالية الأوروبية، وخاصة فرنسا.

حولت المصالح الأوروبية في الحرير اللبناني ومنتجات التصدير الأخرى المدينة إلى ميناء رئيسي ومركز تجاري، سمحت هذه الطفرة في التجارة عبر الإقليميّة لمجموعات معينة، مثل عائلة سرسق، بتأسيس إمبراطوريّات تجارية وتصنيعية عززت مكانة بيروت كشريك رئيسي في مصالح السلالات الإمبراطوريّة.

في غضون ذلك، استمرت قوة الدولة العثمانيّة في المنطقة في التدهور، وبلغت الصراعات الطائفية والدينية، وفراغ السلطة، والتغيرات في الديناميكيات السياسية في المنطقة ذروتها في نزاع لبنان عام (1860)، أصبحت بيروت وجهة للّاجئين المسيحيين الموارنة الفارين من أسوأ مناطق القتال في جبل لبنان ودمشق، وهذا بدوره غيّر التكوين الديني لبيروت نفسها، وزرع بذور الاضطرابات الطائفية والدينية المستقبلية هناك وفي لبنان الكبير.

ومع ذلك، تمكنت بيروت من الازدهار في هذه الأثناء، كان هذا مرّة أخرى نتاج التدخل الأوروبي، وكذلك الإدراك العام بين سكان المدينة أن التجارة، والازدهار تعتمد على الاستقرار المحلي، بعد الالتماسات التي قدمتها البرجوازية المحلية، أذن حاكم سوريا، ولاية محمد رشيد باشا، بتأسيس المجلس البلدي لبيروت، أول بلدية تأسَّست في الولايات العربية للإمبراطوريّة، تمّ انتخاب المجلس من قبل جمعية من أعيان المدينة ولعب دورًا أساسيًا في إدارة المدينة خلال العقود التالية.


شارك المقالة: