مجالات الاهتمام في علم الاجتماع الطبي عند روبرت شتراوس:
ينبغي الإشارة إلى أن علم الاجتماع الطبي ينقسم إلى قسمين، والأول يسمى علم دراسة الطب أو علم الاجتماع في الطب، والثاني يسمى استعمال علم الاجتماع في ميدان الطب أو سوسيولوجية الطب، هذه الأقسام اقترحها العالم روبرت شتراوس:
1- فعلم الاجتماع الطبي نراه يركز بمعرفة الطب كتنظيم، والأقسام الكثيرة للنظام الطبي الحالي، تركز بمناهج ووسائل علم الاجتماع، ويعتبر علم الاجتماع هو المختص وحده في تعليم مثل هذه الموضوعات.
2- علم الاجتماع الذي يستعمل في ميدان الطب، يركز على معرفة المسببات والعوامل والشروط الاجتماعية للصحة والمرض، وبالأخص الشروط التي تتعلق بأمراض محددة، فمن وجهة نظر روبرت شتراوس، أن علم الاجتماع الطبي يمكن أن تكون مجالاً لاهتمام أفراد خارج نطاق النسق الطبي، أي أنهم ليسوا على صلة وطيدة بتدريس الطب أو البحث الإكلينيكي.
دراسة الأسباب الفاعلة في حدوث المرض:
بمعنى آخر أن المجال الأخير يمثل ميداناً للاهتمامات المشتركة لعلماء الاجتماع، وعلماء الأنثروبولوجيا، وعلماء الأيكولوجية، والأطباء على السواء، فعلوم عديدة تشترك فيه بل المجتمع ذاته يشترك في هذا المجال، وذلك من حيث معرفة آراء الناس وتصوراتهم حول الأسباب الفاعلة في حدوث المرض والأساليب العلاجية المعتمدة في القضاء على الأمراض والتخفيف من حدتها، فالمشاركة الشعبية إذن لها دور فاعل في تعزيز خطط التنمية الصحية، إذ ما أولت حكومات الدول عناية واهتماماً بها.
وعلى العموم إن التمييز بين هذين المجالين لا يعني الفصل القاطع بينهما، وإنما الغرض من الفصل التوضيح بأن لكل ميدان اهتمامه الخاص به بما يؤدي ذلك في النهاية إلى تكامل الفروع مع بعضها البعض، مما ينتج لنا رؤية وتوقع صحيح لتحقيق التنمية الصحية، مما يشير على أن الحياة الاجتماعية تزخر بالكثير من المواضيع التي تحتاج إلى البحث والدراسة، ومن هذه الأفكار ما يتشارك فيه الطبيب الاختصاصي مع عالم الاجتماع ومنها التي يتعلمها عالم الاجتماع لوحدة، وفي هذا المنطلق إن الارتباط الوثيق بين مجالين علم الاجتماع الطبي هذين تبدو بوضوح هيئتها في ميدان دراسة مستوصفات الصحة العقلية، والتي يمكن ممارستها بنفس الطريقة، في دراسة كافة أشكال القطاعات الصحية.
