يعتبر محمد الشيخ المهدي سلطان المغرب من الوطاسيين الذي أخذ العرش في سنة 1472 بعد دخوله فاس من أصيلة وبقي فيها منذ سنة 1465، حيث يعتبر من الناجين من المجزرة الكبرى التي دبرها عبد الحق المريني آخر السلاطين المرينيين لأقاربه الوطاسيين.
حياة محمد الشيخ المهدي سلطان المغرب
- كان محمد ذو السلطة الاسمية في فاس ولم يكن له ولا لأحفاده في الواقع أي سلطة واتسمت تلك المدة بأخطر تقدم في الظرف السياسي في المغرب وكانت أوراق اللعبة غير واضحة، حيث تشابكت الكيانات السياسية خاصة بعد الوجود العثماني في منطقة المغرب الأوسط والقريبة والأيبيريون في سواحل المغرب الأقصى.
- استقر محمد في أصيلا منذ عام 1465 وانطلق من هناك لقتال الشريف محمد العمراني الذي عينه أهل فاس سلطاناً بعد مقتل عبد الحق المريني حتى تغلب عليه، حيث استولى على فاس في سنة 1472 ووضع عليها سلطاناً وتم التخلص بشكل نهائي على حكم المرينيين.
- استغل البرتغاليون والإسبان الفوضى التي عصفت بالمغرب في الأيام الأخيرة من عهد السلالة المرينية وبداية حكم الوطاسيين فشنوا هجوماً بحرياً عنيفاً على مدينة أنفا، حيث استطاعوا تدمير المدينة ثم بدأوا في التحضير لحملة بحرية سرية تامة لاحتلال بعض المراسي المغربية.
- شوهدت هذه الحملة أمام مدينة أصيلا وبدأ الغزاة في النزول إلى البر فحكموا السيف في أعناق أهلها بعد أن دافعوا عنها باستماتة في الممرات وداخل المساجد والقصبة، حيث بلغ عدد قتلىهم آلاف وكان من بين السجناء زوجات محمد الشيخ وابنته وابنه محمد البرتغوزي الذي أصبح سلطاناً فيما بعد وحوّل البرتغاليون الجامع الكبير إلى كنيسة واستولوا على الخزينة.
- عند وصول خبر هذا الغزو إلى محمد الشيخ وهو يحاصر فاس توجه إلى القصر الكبير ومن هناك إلى أصيلا، حيث أبرم معاهدة سلام مع البرتغاليين لمدة 20 سنة وأعادوا إليه زوجته وابنته وأمواله واحتجزوا ابنه محمد كرهينة لهم.