مدينة ناغبور ومدينة فيساخاباتنام الهندية

اقرأ في هذا المقال


تعد مدينة ناغبور أحد المدن الهندية والتي تقع في الشمال الشرقي من ولاية ماهاراشترا الموجودة في غرب الهند، وتتكون من أراضي منبسطة وتربة خصبة سوداء عميقة في وديان الأنهار ويوجد فيها مجموعة من الجداول؛ ممّا جعلها منطقة خصبة ذات أراضي زراعية منتجة.

مدينة ناغبور الهندية

تم تأسيس مدينة ناغبور في بداية القرن الثامن عشر على يد بخت بولاند، وهو أحد أبناء الجوند راجا، في عام 1817 ميلادي تم اختيارها عاصمة لاتحاد المراثا وأصبحت فيما بعد تحت السيطرة البريطانية، في عام 1853 ميلادي سقطت المدينة تحت السيطرة البريطانية وفي عام 1861 تم اختيارها عاصمة المقاطعات الوسطى، في عام 1867 ميلادي تم تأسيس سكة الحديد في شبه الجزيرة الهندية العظمى وقد ساعدها ذلك على تطورها وجعلها مركز تجاري، بعد حصول الهند على الاستقلال أخذت المدينة بالتطور والازدهار.

تم وضع مدينة ناغبور لفترة عاصمة ولاية ماديا براديش واستمر الوضع كذلك حتى عام 1956 ميلادي وتم ضمها إلى بعد ذلك إلى ولاية بومباي، في عام 1960 ميلادي تم ضمها إلى ولاية ماهاراشترا وأصبحت جزء من أراضيها، ساعدت عملية بناء السكك الحديدية على تنشيط التجارة والإنتاج الزراعي في المدينة وخاصة زراعة القطن في التربة الغنية والتي كانت تتمتع فيها المدينة، وساعد زراعة القطن على عملية صناعة النول اليدوي في المنطقة فحسب؛ ممّا أدى إلى تأسيس مصنع نسيج كبير وساعد في تطور المدينة وأصبحت مركز صناعي مهم، وساعد في تنوع المجمع الصناعي في مدينة ناغبور بشكل كبير.

بدأت المدينة لاستيعاب بلدة كامبتي القريبة، بمصانعها التي تنتج منتجات المنغنيز ومعدات النقل والمزارع  ومجموعة من السلع المعدنية من الرواسب المعدنية المحلية ومنها الفحم والمنغنيز وكانت تلك الطرق والسكك الحديدية والطرق الجوية تربط بين مومباي ومدينة كولكاتا ومن ثم تصل إلى دلهي، تم فيما بعد تأسيس عدة مراكز تجارية، وفي الفترة أصبحت الأنشطة المتعلقة بالتكنولوجيا ذات أهمية كبيرة، كانت النتيجة النهائية أنّها نمت بسرعة وأدى ذلك إلى نموها بشكل كبير وزيادة عدد سكانها بشكل كبير.

تم بناء الحصن البريطاني على تلال سيتابولدي التوأم والذي كان يطل على موقع المدينة المركزي في مدينة ناغبور ويعد من أهم المعالم التاريخية في الهند، كما تحتوي المدينة على عدد من المراكز المهمة ويوجد فيها عدد من المعابد البوذية والهندوسية، كما يوجد فيها متحف كبير وتنتشر فيها المتاحف والمعاهد الوطنية ومنها المتحف الوطني لأبحاث القطن مسح التربة، فقد كان سكان المدينة يهتمون بشكل كبير بالتربة والأراضي الزراعية، حيث أنّها تعد هي المصدر الرئيسي لدخلهم وقوتهم الاقتصادية.

المنطقة المحيطة بها عبارة عن هضبة متموجة ترتفع إلى الجهة الشمالية، وتصل إلى سلسلة جبال ساتبورا والتي تقع في شمال شرق وسط المدينة، وفيها معبد هندوسي والذي يجذب العديد من الحجاج إلى مهرجاناتها السنوية المقدسة، والذي يوجد في التلال بين نهرين حيث أنّه من الجهة الغربية يحدها نهر وردها ومن الشرق نهر واينجانجا، كما تعد المنطقة مهمة من الناحية الزراعية، ومن أشهر المزروعات فيها هي الذرة والقطن، تشتهر المنطقة بزراعة البرتقال الذي يتم شحنها إلى جميع أراضي الهند، كما يوجد فيها العديد من المحميات الحيوانية والتي تحتوي على الحيوانات النادرة.

تاريخ مدينة ناغبور

تعد مدينة ناغبور من المدن الهندية القديمة والتي تم إقامتها على أطراف الأنهار ويعود تاريخها إلى القرون ما قبل الميلاد، وخلال تلك الفترة كانت عبارة عن مدينة ليش أهمية وكانت تحتوي على الأنهار والتي أدت إلى تنقل القبائل إليها وإقامتهم فيها، وقد ساعدتهم وجود الأنهار فيها عل الاهتمام بالقطاع الزراعي وزراعة أرضها الخصبة واعتمدوا في البداية على القطاع الزراعي بشكل كبير، ومن ثم وقعت المدينة تحت حكم المغول والذي أسسوا لهم إمبراطورية في المنطقة وأطلقوا عليها اسم إمبراطورية المغول وضموا ناغبور إليهم وكانت المدينة في ذلك الوقت تحت حكم حكام المغول وعلى الرغم من طلب حكامها التمتع بالحكم الذاتي، إلا أنّهم لم يتمكنوا.

وقعت الهند بعد ذلك تحت حكم بريطانيا وقامت الحكومة الهندية بتأسيس شركة الهند الشرقية وقررت بريطانيا من خلال تلك الشركة السيطرة على التجارة في الهند، ولم تتمكن المدينة خلال فترة الاستعمار البريطاني الاستفادة من الخيرات التي تتمتع فيها أراضيها وحاول حكام المدينة الاستفادة ولو بقليل من خيرات أراضيهم وقادوا تمرداً ضد الحكم الإنجليزي، إلا أنّ القوات البريطانية كانت أقوى من ذلك وقامت بقمع تلك التمردات واستمر الوضع كذلك حتى حصلت الهند على الاستقلال في عام 1947 ميلادي.

مدينة فيساخاباتنام الهندية

تسمى مدينة فيساخاباتنام بذلك الاسم؛ وذلك لكثرة وجود الموانئ فيها ويعني اسمها باللغة الهندية الميناء، وتوجد المدينة في شمال شرق ولاية أندرا براديش في جنوب الهند، تقع على جسر صغير من خليج البنغال، وتعد مركز تجاري وإداري مهم ويوجد فيها مواصلات وطرق وسكك حديدية وجوية، ويعد الميناء هو الميناء الوحيد الموجود على ساحل كوروماندل وتعد المدينة هي مقر القيادة البحرية الشرقية للبحرية الهندية.

تعد المدينة مركز مهم لبناء السفن، وتم إطلاق أول باخرة يتم بناؤها في الهند في ميناء فيساخاباتنام في عام 1948 ميلادي، يتم تصدير المنغنيز والبذور الزيتية وخام الحديد في فيساخاباتنام، ويوجد بالمدينة مصفاة لتكرير النفط ومصنع للصلب ومجمعات صناعية لإنتاج البتروكيماويات والأسمدة والسكر والجوت، كما يوجد فيها كلية الطب ومتحف طبي في المدينة، وقد جعلها ذلك ذات أهمية تاريخية وثقافية كبيرة.

تاريخ مدينة فيساخاباتنام

يعود تاريخ مدينة فيساخاباتنام إلى القرون القرون القديمة وتعد من أوائل المدن الهندية القديمة وقامت القبائل الهندية بتأسيسها ومن ثم وقعت بعد ذلك تحت حكم المغول وكان الحكام المغول يسعون السيطرة عليها بشكل كامل والسيطرة على التجارة فيها؛ وذلك بسبب وجود السواحل فيها والتي كان يتم من خلالها السيطرة على التجارة الخارجية والداخلية وسيطرت بريطانيا على تجارة التوابل التي كانت تشتهر فيها المدينة وكانت شركة الهند الشرقية مسيطرة على التجارة فيها ومنعت المدينة من التجارة مع الدول الأوروبية الأخرى واستمرت تحت الحكم البريطاني لفترة طويلة ولم تخرج منها القوات البريطانية، إلا بعد إعلان استقلال الهند.

تعد مدينة ناغبور ومدينة فيساخاباتنام أحد المدن الهندية الساحلية والتي تقع في الجهة الشمالية الشرقية من الهند، كما تعد من أقدم المدن في الهند ولها تاريخ تجاري مهم وفي فترة من الفترات وقعت تلك المدن تحت الحكم المغولي وكما خضعت أيضاً للاستعمار البريطاني وقد ساعدها السواحل الموجودة فيها على تنشيط التجارة البحرية فيها.

المصدر: سلطنة دلهي تاريخ سياسي وعسكري-المؤلف:بيتر جاكسون-2003الخلافة وتطورها إلى عصبة الأمم شرقية؛ سلسلة الدراسات الفكرية والسياسية-المؤلف:عبدالرزاق السنهوري-2019الهند في العصر الإسلامي-المؤلف::إبراهيم محمد علي مرجونة-2020


شارك المقالة: