يجب الانتباه إلى أن ظاهرة الرأي العام بأنها ظاهرة غامضة يتعسر تفسيرها إلى أجزائها تفسيراً سهلاً بل تنظم مجموعة من العوامل والمؤثرات المتنوعة في ابتكارها وهي مؤثرات سيكولوجية وسياسية وثقافية واجتماعية، تتشكل من مجموعة من القيم والمعايير التي تحكم سلوك الإنسان، ورغم ذلك نحاول إعطاء صورة للمراحل التي يمر بها صنع الرأي العام في الخدمة الاجتماعية.
مراحل تكوين الرأي العام في الخدمة الاجتماعية:
- مرحلة الشعور والاستيعاب: يظهر للفرد مجموعة من المنهبات وانفعالات من خلال حواسه التي تعد مفاتيح العلم واتصاله بالعالم الخارجي والبيئة الخارجية ويبدأ في استيعاب هذه المؤثرات استيعاباً حسياً إلا أنه لا تقف عند مجرد استيعابها من خلال الحواس بل يحاول الإنسان أن يفهمها كرموز ثم يعطي لهذه الرموز معنى أو معاني معينة.
- مرحلة الرأي المستقل: في هذه المرحلة يقوم الإنسان بالتعبير اللفظي، بالإشارة عن رغباته واتجاهاته النفسية، حول الموضوع المثار فإن الإنسان يحدد لذاته موقفاً معين لهذا الموضوع مؤيداً أو مخالفاً له، وموقف الإنسان حول موضوع ما قد يختلف عن الموقف الذي يمكن أن يتخذه الأشخاص الآخرون.
- مرحلة نزاع الإنسان مع آراء الجماعة: وفي هذه المرحلة تدور المناقشة والحوار والجدل الذي يصل إلى حد النزاع بين رأي الفرد وآراء الأفراد الآخرين في نطاق جماعة معينة أو جمهور محدد ممن لديهم اعتناء بالموضوع وكل منهم يحاول محاماه عن رأيه مستخدماً في ذلك كل ما يتوافر لديه من معلومات، حيث تقوم وسائل الاتصال دوراً حيوياً في ذلك من خلال عرضها للآراء المتنوعة.
- مرحلة تغيير آراء الأفراد إلى آراء الجماعة: عن طريق الحوار والمناقشة التي تدور بين أعضاء جمهور معين حول موضوع أو قضية تشغل اهتمامهم، يتم التقريب بين وجهات النظر المختلفة والمتبانية، وتأخذ المناقشة في الاتجاه نحو التركيز حول رأي معين يميل إليه أغلب أعضاء الجماعة أو الجمهور ويصبح هذا الرأي رأياً عاماً بغض النظر عن وجود بعض الآراء الأخرى التي قد يحتضنها أقلية في الجماعة أو الجمهور وهذه العملية تنطبق في تضحية الفرد برأيه الخاص به غالباً لكي يتلائم مع رأي الجماعة وتتدخل في هذه العملية مجموعة من العوامل بعضها يتصل بميول الفرد في التوافق مع الجماعة، أو لتحقيق صفة الانتماء إلى هذه الجماعة أو للتعاطف مع الجماعة.
