مسارات النظرية الوظيفية الجديدة:
- إنشاء صورة من الوظيفية متعددة الأبعاد، وتحتوي على مستويات التحليل طويلة المدى وقصيرة المدى.
- دفع الوظيفية إلى ترك ورفض تفاؤل بارسونز بالحداثة.
- العمل من أجل حركة ديموقراطية مفهومة في التحليل الوظيفي.
- استدماج منظور الصراع.
- استدماج الإبداعية التفاعلية والتأكيد عليها.
وقد عرض الكسندر في مؤلفه المنطق النظري في علم الاجتماع، أن بارسونز كان يميل إلى جمع ما هو عيني وما هو نظري، وينكر مسألة القسر الذي يمارسه المجتمع لفرض المعايير والقيم فضلاً عن الجوانب المادية للفعل، وميزة الكسندر الكبرى هي، أنه على الأقل واعٍ لكل هذه الأبعاد، ولهذا فهو يقدم منطلقاً لنظرية صحيحة، ويجعل هذا التناول دخول مختلف ضروب الفكر إلى نظرية بارسونز أمراً ممكناً.
حتى وقتنا الحالي، فإن ما يطلق عليه وظيفة جديدة يعاني من مشكلة رئيسية، وهي الاحتفاظ بالانتقادات التي وجهت إلى تالكوت بارسونز أكثر من الاحتفاظ بمقولاته أو الاحتفاظ بكل مقولاته والانتقادات الموجهة إليها في آن واحد، ولذلك فإن هذا الإجراء الجديد أي الوظيفية الجديدة، قد لا يعتبر وظيفية ولا جديدة، فالانطلاق من وظيفية بارسونز دون الاحتفاظ بكامل مقولاتها وتوظيفها أو سحبها وتمديدها قد يعني القضاء عليها.
واستخدام مقولة تتمثل بداية الانطلاق من نظرية باسونز، لا يكفي وحده للإبقاء على سمة الوظيفية، ومن جانب آخر فهي ليست جديدة، ﻷن المنظورات التي تريد أن تجد لها ركائز في طروحات بارسونز، هي قائمة فعلاً وتشكل الإطار العام للحركة النقدية حول طروحات بارسونز.
لذلك من اللائق فعلاً استخدام علم الاجتماع متعدد الأبعاد أكثر من الوظيفية الجديدة، ولذلك يصف كريب الوظيفية الجديدة بأنها، تتمثل نوعاً من الصراع الداخلي للنظرية، فكان أحداً اقتحم خزائن ملفات بارسونز وخلط محتوياتها، ثم أدعى أن النظام الذي حفظت به الملفات غير ذي أهمية.
لقد سعى باسونز إلى وضع إطار تصوري، ولذلك فقد صاغ طروحاته على مستوى عالٍ من التجريد والشمولية، وهذه الخاصية التي تميز طروحات بارسونز، قد تمكنها من استيعاب المنظورات السوسيولوجية المختلفة، وربما كان ذلك من دواعي سرور بارسونز ذاته، لكن المحاولة لم تتم بعد حتى بالنسبة للوظيفية الجديدة، ولعل تحقيق هذه المهمة يستدعي قراءة طروحات بارسونز كما أراد صاحبها أن تقرأ، والعمل من داخل النظرية وفي داخلها مع أحقية الإضافة والتعديل، لكن دون إهمالها أو تجاوزها.