مصطلح الثقافة على مر العصور

اقرأ في هذا المقال


مصطلح الثقافة على مر العصور:

الثقافة تعد الجزء الرئيسي في الحذق والتمكن، وتشير كذلك من ثقف الرمح أي قومّه وسواه، ويستعمل بها للبشر فيكون الفرد مهذباً ومتعلماً ومتمكناً من العلوم والفنون والآداب، فالثقافة هي فهم واستيعاب الفرد والمجتمع للعلوم والمعرفة في شتى مجالات الحياة؛ فكلما زاد نشاط الفرد ومطالعته واكتسابه الخبرة في الحياة زاد معدل الوعي الثقافي لديه، وأصبح عنصراً بناءً في المجتمع.

كان أول من استعمل مصطلح “ثقافة” ليضاهى به مصطلح”culture” في العصر القديم هو سلامة موسى، إذّ يستخدم مصطلح الثقافة وفق المفهوم الغربي للدلالة إلى ثقافة المجتمعات الإنسانية، وهي طريقة حياة تميّز كل مجموعة بشرية عن مجموعة أخرى.

الثقافة يتم اكتسابها وتداولها في نفس الوقت بين الأجيال؛ ويقصد بذلك على أنها مجموعة من الأعمال المرتبطة بنخبة ذلك المجتمع أو المتأصلة بين أفراد ذلك المجتمع، ومن الأمثلة على ذلك الموسيقى والفنون الشعبية ومجموعة من التقاليد المحببة، بحيث تصبح قيما تتوارثها الأجيال ومثال ذلك الكرم عند العرب، الدقة عند الأوروبين، أو رقصات أو مظاهر سلوكية أو مراسم تعبدية أو طرق في الزواج.

الثقافة في اللغات العالمية:

استعملت أيضاً كلمة ثقافة في اللغات العالمية لا سيما اللغات الألمانية منها، كذلك أيضاً في بعض الأدبيات الثقافية مرادفاً لكلمة “حضارة” civilization، لاقتصار مفهومها الثقافي على أمرين اثنين: أحدهما ذاتي هو ثقافة العقل، والآخر موضوعي هو مجموعة من العادات والأوضاع الاجتماعية والآثار الفكرية والمنجزات الفنية والعلمية والتقنية، كذلك مجموعة من أنماط التفكير والقيم السائدة، أي كل ما يتداوله الناس في حياتهم الاجتماعية من مكتسبات تُحصّل بالتناقل والتعلم.

أما في اللغة العربية، فهناك فرق واضح بين كلمة حضارة التي تدل على مجموعة من المنجزات والعمليات الإنسانية المكتسبة في كافة الميادين، كذلك مصطلح ثقافة الذي يعبر عن مظاهر التقدم الفكري والعقلي، وبهذا المعنى تتم عملية تخصيص الثقافات كالثقافة اليونانية والثقافة العربية والثقافة اللاتينية والثقافة الحديثة، كما يقال امتزاج الثقافات كالثقافة الهلنستية، والنشاط الثقافي، والعلاقات الثقافية أو التبادل الثقافي.

انطلاقاً من هذا المفهوم للثقافة، تم الغاء معناها العام بصورة شاملة لحضارة مجتمع ما، أو كمصطلح مرادف لها بل يصبح دالاً على عملية التطور في مستوى الرقي الثقافي، ومن شروط الثقافة الإشهار لها، والعمل على الملائمة بين الإنسان والطبيعة، وبينه وبين المجتمع وبينه وبين القيم الروحية والإنسانية التي تعود للثقافة.


شارك المقالة: