معركة سباستوبوليس الأموية

اقرأ في هذا المقال


متى وقعت معركة سباستوبوليس

وقعت أحداث هذه المعركة في عام (692)م بين الدولة الأموية بقيادة محمد بن مروان والأمبرطورية البيزنطية بقيادة الأمبرطور لينتوس، وقعت أحداث هذه المعركة في آسيا الصغرى حاليًا في جنوب تركيا في منطقة سباستو في قليقية.

ما قبل معركة سباستوبوليس

عانت الدولة الأموية في فترة حكم الخليفة عبد الملك بن مروان مليئة بالخلافات والتوترات، عانى الخليفة عبدالملك بن مروان من صراعات داخلية وخارجية، حيث انقسمت الدولة الإسلامية لقسمين بسبب تمرد عبدالله بن الزبير الذي كان يحكم العراق والحجاز وكان مركز حكمه هو مكة، استطاع الخليفة عبدالملك بن مروان لم شمل الدولة الأموية الإسلامية وإعادة السيطرة على الحجاز والعراق وقتل الزبير بن العوام.

عانى الخليفة أيضًا من حروب مع البيزنطيين من الجهة الشمالية للدولة والتي لم يقدر على صدها، فقد وقع الخليفة اتفاقية مع الإمبرطور البيزنطي جستيان الثاني في عام (680)م والتي كانت تنص على دفع جزية كل سنة للعاصمة البيزنطية القسطنطينية، وبذلك عم السلام بين الجهتين.

أحداث معركة سباستوبوليس

استغلت الإمبرطورية البيزنطية التوتر في الدولة الأموية، وقاموا بنقض العهد مع المسلمين وقاموا بتجهيز جيش كبير يتألف من (30) ألف مقاتل بقيادة الإمبرطور لينتوس، بالإضافة إلى الجيش السلافي الذي كان يبلغ (20) ألف مقاتل بقيادة القائد السلافي نيبلوس.

وصلت أخبار الحملة العسكرية البيزنطية للخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وبذلك قام بتجهيز حملة عسكرية كبيرة لقتال البيزنطيين في منطقة آسيا الصغرى ووضع على رأس الحملة أخاه محمد بن مروان وكان عدد المقاتلين (4) الآف مقاتل، لكن محمد بن مروان قام بتنظيم الجيش تنظيمًا دقيقًا وذكيًا حيث قام بتقسيم الجيش إلى ثلاثة أقسام، وقام بقيادة قلب الجيش وتجمع الجيش الأموي في سباستو.

تجهزت جيوش البيزنطيين في أرض المعركة  لمواجهة الجيش الأموي وهم يحملون راياتهم وصلبانهم، وكان جيشهم كبير وعتادهم قوي وكانوا منغرين بقوتهم وعددهم، وخاصة عندما شاهدوا الجيش الأموي الذي كان جيشهم أضعاف مضاعفة منه،  أصدر قائد الأمويين محمد بن مروان أمرًا لجنود المسلمين بالتقدم لمهاجمة الجيش البيزنطي وكانوا يحملون رايات الإسلام وكان قد تم حثهم على الجهاد ورفع راية الإسلام وأن النتيجة تكون إما النصر وإما الشهادة.

تقدم الجيش البيزنطي بقيادة الإمبرطور البيزنطي لينتوس وقاموا بالهجوم على ميمنة جيش المسلمين، وكان القائد محمد بن مروان متيقظًا بأن الروم سيبدؤون هجومهم على الميمنة، لذلك زرع كتائب الفرسان على ميمنة الجيش، وبذلك استطاعوا صد هجوم الصليبيين وقتل الكثير منهم فبدأت معنوياتهم تسقط وبالمقابل تم رفع معنويات جيش المسلمين.

اشتد القتال بين الجيشين، وبدأت أصوات السيوف تتعالى وازداد الضرب بالرماح، وأمطر المسلمين جيش البيزنطيين بالسهام، وقاتل المسلمين قتالًا عنيفًا وصمد المسلمين في وجه العدو، ضرب فرسان المسلمين أروع الأمثلة في ساحة المعركة بالبسالة والشجاعة، وتقدم القائد الأموي محمد بن مروان يقاتل بشجاعة حتى استطاع أن يخترق مقدمة الجيش البيزنطي، وبذلك اختل الجيش البيزنطي ودب الرعب في قلوبهم وتفرقت جموعهم.

بعد اقتحام القائد الأموي محمد بن مروان لقلب الجيش البيزنطي، أصبحت المعركة لصالح الأمويين المسلمين وصار النصر يقترب منهم، وهنا بدأ البيزنطيين بالتفكير بالانسحاب، وذلك لأنهم على معرفة بأن الجيش الأموي سينتصر عليهم ومصيرهم سيصبح أما القتل أو الأسر، وهنا أمر قائدهم نيبلوس قواته بالانسحاب فانسحبوا منهزمين، وبذلك انهزم أكثر من (20,000) من السلاف بعدما تأكدوا أن هزيمتهم مؤكدة، وتركوا خلفهم جيش الروم البيزنطي بقيادة لينتوس.

انتصر المسلمون في هذه المعركة، وضربوا أروع الأمثلة في الجهاد والصبر والقوة والشجاعة، وانهزم الروم شر هزيمة وبدأت صفوفهم وكتائبهم بالفرار، حتى أن قائدهم أونديوس انهزم أيضًا، ولكن القائد الأموي أمر بتتبع الجيش البيزنطي، وقاموا بتتبعهم وقتل منهم من قُتل وتم أسر أعدادًا كبيرة منهم، وحضي جيش المسلمين بالغنائم من جيش الأعداء، وكانت هزيمة البيزنطيين في هذه المعركة قد انهت قوة الروم بمناطق آسيا الصغرى، كما ومهدت الطريق أمام المسلمين للكثير من الفتوحات حتى وصلت قوة الأمويون إلى حصار القسطنطينية.

ذكرت بعض المصادر التاريخية بأن الإمبرطور البيزنطي جستنيان الثاني، قام  بقتل السلاف بعد المعركة وقتل آلاف منهم وكان من بينهم النساء والأطفال وألقى بجثثهم في خليج نيقوميديا، بسبب الخيانة التي قاموا فيها في المعركة، فتح الأمويون معظم بلاد أرمينيا وأصبحت تحت حكم الدولة الأموية.


شارك المقالة: