معركة طريف الأموية

اقرأ في هذا المقال


وقعت الاضطرابات داخل غرناطة، وكان نتيجة ذلك موت سلطانين من أهم وأقوى سلاطينها وهم السلطان إسماعيل بن الأحمر الذي قام بقتله ابن عمه كرهًا وحقدًا عليه، والسلطان محمد بن الأحمر الذي رتب لقتله مجموعة من المخربين بسبب متابعته فتنة الخوارج، مما أسعد الصليبيين وكانت فرصة ذهبية لقتال المسلمين والقضاء عليهم بسبب انشغالهم بقتل بعضهم البعض.

متى وقعت معركة طريف

معركة طريف، هي معركة دارت في الأندلس في (1340)م (جمادى 741 هـ)،كان الطرف الأول جيش الدولة الأموية في الأندلس قاده أبي الحجاج يوسف بن أبي الوليد إسماعيل وقوات المرينيين من بلاد المغرب قادهم أبي الحسن علي بن عثمان المريني، والطرف الثاني جيش مملكة قشتالة وجيش مملكة البرتغال من جهة أُخرى.

أحداث معركة طريف

في عهد السلطان يوسف بن الأحمر، ازدادت الهجمات المسيحية للأراضي الإسلامية، وكان لألفونسو الحادي عشر ملك قشتالة طموحات كبيرة في مملكة غرناطة، عندما شعر يوسف بن الأحمر أن ضغط القشتاليين كان يتصاعد وكانت دفاعاته ضعيفة، أرسل طلبًا للمساعدة إلى الملك المغربي سلطان أبي الحسن علي بن عثمان، فأرسل لهم المساعدة وتواجه مع المسيحيين في منتصف عام (740) هـ (1339 م) هزم المسلمون واستشهد القائد أبو مالك ابن السلطان أبي الحسن.

وصلت الأخبار للمغرب، فجهز السلطان أبو الحسن نفسه للذهاب إلى الأندلس للانتقام من هذه الهزيمة المأساوية، وأعد جيشًا كبيرًا وأسطولًا للوصول إلى الأندلس مبكرًا في محرم عام (741) هـ (يوليو 1340 م)، التحق بالجيش الأندلسي، في ذلك الوقت توغل الجيش الإسباني في عمق مملكة غرناطة، ووصل إلى سهول الجزيرة الخضراء، تمركز الأسطول المسيحي في مياه المضيق بين المغرب والأندلس، وذلك لمنع وصول الإمدادات، حاصر المسيحيون ثغر طريف وتغلبوا على الحامية.

بعد بضعة أشهر، بدأت الاجتماعات الحاسمة بين المجموعتين تتضاءل، وتضاءلت قوتهم عندما تمركز الجيش الإسلامي في السهول الشمالية الغربية لطريف، بالقرب من نهر ليتل سالادو، الذي يتدفق إلى المحيط الأطلنطي بالقرب من بلدة كونيير.

اشتبك الجانبان في معركة طاحنة وذلك على سواحل نهر سالادو، وقام السلطان أبو الحسن بترأس الجيش، بينما قاد السلطان يوسف بترأس جيش الفرسان الأندلسي، تقدم القشتالي ألفونسو الحادي عشر هو وجيشه من أجل القيام بهجوم على المغاربة، فتم التصدي له في البداية، واقتتل الطرفان جيش الفرسان الأندلسي مع جيش مملكة البرتغال.

غير أن أمور المعركة قد تغيرت عندما قامت حامية اسبانية تتبع للقشتاليين من الجنوب وقامت بالهجوم على الجيش الإسلامي من الخلف، وقع الخوف في صفوف المسلمين، ووقعت بين الجانبان معركة قوية جدا، وقع فيها الكثير من القتلى.

سقط الفرسان الحاميين لمعسكر سلطان المغرب في يد المسيحيين وفيه زوجاته وبناته وأولاده، فقتلوا جميعًا، وتبعثر الجيش المسلم، حتى أنه قد هرب السلطان أبو الحسن، وتمكن من العبور إلى المغرب مع حرسه الشخصي، وعاد السلطان يوسف إلى مدينته غرناطة، وكانت هذه المعركة مصيبة لم تصيب المسلمين منذ وقوع معركة العقاب.

المصدر: محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في الأندلس: نهاية الأندلس وتاريخ العرب المتنصرين. تاريخ الأمم الإسلامية 1-2: الدولة الأموية (1969). محمد الضخري بك. المكتبة التجارية الكبرىالدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط (2006). محمد قباني. دار الفاتح - دار وحي القلم. الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس، الجزء الأول، محمود علي مكي. إشراف سلمى الخضراء الجيوسي، الطبعة الثانية


شارك المقالة: