اقرأ في هذا المقال
مفهوم الثقافة الجماهيرية نحو عولمة الثقافة:
شهد مفهوم الثقافة الجماهيرية نجاحاً كبيراً في الستينيات، إذّ أن هذا النجاح كان جزئياً، وعدم دقته الدلالية والجمع المفارق من وجهة نظر التقليد ذو النزعة الإنسانية، بين مفهومي الثقافة والجماهير، وعليه فليس مفاجئاً أن أمكن استخدام المفهوم العام، لبسط تحاليل ذات توجهات بائنة الاختلاف.
بعض علماء الاجتماع منهم شأن إدغار موران مثلاً، يشددون رئيسياً على أساليب إنتاج هذه الثقافة الذي يخضع إلى ترسيمات الإنتاج الصناعي الجماهيري، كذلك إن تطور وسائل الاتصال الجماهيري.
ويبدو أن عدداً هاماً من هذه التحاليل يخلص إلى نوع من التسوية الثقافية بين المجموعات الاجتماعية تحت تأثير التوحيد الشكلي للثقافة الناتجة، عن تعميم وسائل الاتصال الجماهيري، حيث يفترض هذا المنظور، أن تؤدي وسائل الاتصال إلى استلاب ثقافي، وإلى إبطال أيّة قدرة إبدعية لدى الفرد الذي يفتقر إلى ما يخلصه من أسر الأمر الثقافي.
الواقع أن مفهوم الجماهير للثقافة أو لغيرها يشكو من عدم الوضوح، إذّ أن تحليل كلمة جماهير ترمز تارة إلى مجموع السكان وتارة أخرى إلى مكونها الشعبي، حيث تتولد هذه الاستنتاجات عن خطأ مزدوج، وهناك خلط بين الثقافة للجماهير وثقافة الجماهير.
لا تؤدي الثقافة الجماهيرية حتى وإن انتشرت على نطاق عالمي إلى ثقافة عالية، كذلك إن عولمة الثقافة بحسب التعبير الدارج، كذلك إن البشرية لم تتوقف عن إنتاج الاختلاف الثقافي، حتى وإن كانت العولمة موجودة، فهي عبارة عن عولمة أسواق الممتلكات الثقافية.
الدراسات الحديثة نحو مفهوم الثقافة الجماهيرية:
لكن الدراسات الحديثة أظهرت أنها لا تؤدي حتى في هذا المستوى، إلى إكساب الاستهلاك صفة التجانس، كذلك إن عولمة المبادلات الاقتصادية والأتصالية، بالنسبة إلى علماء الأنثروبولوجيا، تجعل تأليفات ثقافية ممكنة وليس لها آثار للعولمة في تفقير الاختراع الثقافي وتوحيد شكل الفكر والممارسات، بل هي تحفز التعبير عن أشكال غير مسبوقة من الخيال الجماعي.
مع العولمة لم يعد أثر لوجود ثقافات جذرية، حيث إن كل مجموعة تعيد اختراع علاقاتها بماضيها وبذاتها دون وجود انقطاع، كذلك العولمة تحفز صنع هويات جماعية مبتكرة، حيث أن العولمة الحالية مسبوقة بصيرورات عولمة أخرى مشابهة، تلك التي دفعت المجتمعات المحلية إلى تعريف نفسها بنفسها.