مفهوم الثقافة السياسية وعلاقتها بالثقافة في المجتمع

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الثقافة السياسية:

اجتاحت حديثاً كلمة ثقافة المسرح السياسي، ولقد أصبحت دارجة الاستعمال في المفردات السياسية إذّ يستعملها الفاعلون السياسيون، إلى الحد الذي من الممكن أن تتبدى فيه وكأنها لازمة مستهجنة في الكلام.

وفي هذه الحالة يقصدون ولا شك باستعمالهم لكلمة الثقافة النبيلة بإكسابهم سرعة ما لتصريحاتهم، إذّ ما يلحق الثقافة ما لحق الأيديولوجيا من أمور الشأن الثقافي الخاص بها.

إن هذا الاستخدام المفرط للمصطلح الثقافي يجب أن لا يؤدي إلى التخلي عن استعماله في علم الاجتماع السياسي، ولا أن يحجب أهمية ربط الظواهر الثقافية بالظواهر السياسية، وتنتهي استفهامات أساسية بالنسبة إلى المجتمعات المعاصرة، إلى التساؤل عن هذا الربط، بشأن مسألة كونية.

يعمد الباحثون من أجل تعقل البُعد الثقافي للسياسة إلى استخدام مفهوم الثقافة السياسية، وهذا المفهوم قد انبنى في سياق بلوغ البلدان المستعمرة استقلالها، ولقد تم كشف تكوين الدول الجديدة في العالم الثالث، أن استيراد المؤسسات الديمقراطية لم يكن يكفي لتأمين اشتغال الديمقراطية وهذا ما يضم علم الاجتماع.

ما يكسب المفهوم نجاحه هو وجهته المقاربة، كأن يفترض فيه أن يسمح بفهم ما يحفز أو يعطل جدوى إرساء مؤسسات حديثة، ولقد أخضع الباحثان الأمريكيان العالم سيدناي فربا والعالم وغابريال ألموند، خمسة دول للمقارنة الثقافية منطلقين من تحليل مختلف لأشكال التصرفات السياسية.

قد انتهى الأمر إلى نمذجة الثقافات التي تؤسس التعارضات السياسية ذات الطابع الثقافي، وبصفة أكثر دقة التباينات بين مخلتف الثقافات.

تطور الأنثروبولوجيا السياسية:

انتهى تطور الأنثروبولوجيا السياسية من ناحية أخرى إلى إعادة النظر في فكرة السياسية نفسها، والأمر السياسي الذي لا يكون له المعنى نفسه في المجتمعات المختلفة، ويمكن أن تتبدى لنا تصورات السلطة والقانون والنظام متفارقة بعمق كبير، إذّ تحدد علاقاتها بالعناصر الأخرى في الأنساق الثقافية المعنية.

لا يوجد بالطابع السياسي ما يمكن وصفه أمر مستقل للفكر والفعل بصفة كونية، وهو ما يعتقد للتحليل الثقافي المقارن، وليس في كل مجتمع بالضرورة وجود ثقافة سياسية يعترف بها، كذلك إن السعي إلى فهم دلالات الأفعال السياسية في مجتمع ما، ويعني حتماً إلى الاستناد إلى مجموع نسق الدلالات التي تعتبر ثقافة المجتمع المدروسة.


شارك المقالة: