مفهوم الثقافة الشعبية:
إن التفكير في مسألة مفهوم الثقافة الشعبية يستوجب الوقوف على ثلاثة أساسيات ثقافية رئيسية، أولها أن الثقافة الشعبية ليست بالضرورة أن تنتج من تقاليد شعبية معينة، كذلك إذ أن مفهوم الثقافات المتناقضة في العلاقة بين الإنتاج الفكري والبنية الاجتماعية يصبح في مسألة الثقافة الشعبية ذو أهمية خاصة.
من أبرز العناصر المستخدمة في تعريف مصطلح الثقافة الشعبية، على وجه العموم هو العمل على مواكبة كافة أفراد الشعوب فيها على اعتبار بأنها عملية للمنتج والمستهلك، لما لها الدور في عملية انتاج بعض الأنماط ذات التعبير الثقافي. كذلك ارتباط مفهوم الثقافة الشعبية بشكل أساسي بالواقع الموضوعي لكافة الشعوب من حيث أنها تعبّر عن همومه وآماله.
الثقافة الشعبية هي الثقافة التي تعكس ثقافة الشعوب بل المجتمعات بأكملها، حيث تهتم بأمر انعكاسها للتراث والأشكال الثقافية الرئيسية، وقد ورد عن علماء الثقافة الأوروبيون إلى أن الثقافة الشعبية في أوروبا هي ثقافة ذات طابع قديم، والثقافة الشعبية ليست هي الثقافة التي خلقها الشعب، وإنما هي تلك التي قبلها الشعب وتبناها وحملها.
كيفية الاهتمام بالثقافات الشعبية في الزمن الماضي:
كان الاهتمام بالثقافة الشعبية في الوقت الزمني الماضي أمراً يعود إلى مخزون الحكايا الثقافية والأساطير والفنون بكامل أنواعها الثقافية والسردية بوصفها مخزوناً ثقافياً بانياً للهوية الاجتماعية على مر الفترات التاريخية.
عندما نحكم على ثقافة ما بأنها ثقافة ذات طابع شعبي، في هذه الحالة يجب أن نشير في المقابل إلى هذه الثقافة بأنها العالمة، وهذه الثقافة تنال الحظ الأقل أهمية في عملية التبلور الثقافي في إطار الفكر العربي المعاصر عامّة، لكن ما حظّ الثّقافة الشّعبيّة بما هي مكوّن من مكوّنات التّجربة الثّقافيّة، باعتبارها فكراً وإنتاجاً وممارسة في علاقتها بالحياة اليومية للأفراد.
كافة أشكال الممارسات الثقافية الشعبية يتم إنجازها من قبل مختلف أقسام الطبقات الاجتماعية الواسعة على خلاف الإنتاج الثقافي الفردي، فكأنما التراث الشعبي هو تراث العامة المنفلت من القيود والضوابط الرسمية التي ترسمها الثقافات الخاصة.
ترتكز الثقافة الشعبية بشكل أساسي على مجموعة معينة من أفكار الناس الثقافية، وهذا العنصر يضيف عليها في نفس الوقت تجذراً متميزاً يجعل كافة الأجيال تتناقل آدابها الثقافية جيلاً تلو جيل.