مفهوم الحقل والرأسمال عند بيير بورديو في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الحقل عند بيير بورديو في علم الاجتماع:

ينظر بيير بورديو أن العالم المجتمعي، في يومنا هذا، على أنه مُجزء إلى سلسلة من الحقول، بمعنى أن تجزئة العمل في مجتمعنا توجد على سلسلة من الأنماط والفضاءات المجتمعية المتفرعة، مثل النمط الفني والنمط الثقافي والنمط الرياضي والنمط السياسي.

ويمتاز كل نمط فضائي باستقلالية جزئية عن المجتمع ككل، وتمتاز هذه الفضاءات بالتراتبية الطبقية والاجتماعية، ومع اشتداد التنازع الدينامي والتنازع القوي بين المواطنين بشأن الامتيازات المادية والمعنوية، والتنازع بشأن بشأن أماكن الحكم والنفوذ، حسب واقعية الرأسمال الذي يكتسبه كل شخص في محيط المجتمع، ويكون التنازع في كل نمط بشأن منافع مشتركة أو منافع خاصة بكل شخص على حدة.

ويستجيب الحقل لسلسلة من القوانين، مثل التنازع المحتدم بين الأجيال الجديدة والأجيال السالفة، ثم يستجيب الحقل لمنطق التنازع والسلطة والحكم والتعايش المشترك.

مفهوم الرأسمال عند بيير بورديو في علم الاجتماع:

إذا كان كارل ماركس ينظر إلى أن أصل التنازع بين المستويات الاجتماعية، ولا سيما بين البورجوازية والبروليتارية مستنده على الرأسمال الاقتصادي، فبيير بورديو، على عكس ماكس فيبر ينظر إلى أن التنازع لا يتخذ دائماً شكلاً اقتصادياً، فقط يكون تنازعاً ثقافياً، فهناك رأسمالان ضروريان في تحريك مجتمعاتنا المعاصرة هما، الرأسمال الثقافي والرأسمال الاقتصادي.

وبناء على ما سبق، فقد عين بيير بورديو أربعة أصناف متنوعة من الرأسمال الذي يكتسبه الفاعل المجتمعي وهي:

الرأسمال الاقتصادي:

هو الذي يقيس إمكانيات الشخص المادية والمالية، ويرتقب أمواله وممتلكاته، ويعين دخله الشهري والسنوي.

الرأسمال الثقافي:

يقيس إمكانية الشخص الثقافي، مثل الشهادات العلمية والمهنية، والمنتوج الثقافي من مقالات ودراسات وأعمال إبداعية وثقافية وفنية، وما يكتسبه من مهارات وجهود معرفية ومهنية في مجال الثقافة.

الرأسمال الاجتماعي:

يقيس ما يكتسبه الشخص من ارتباطات اجتماعية ومعارف وزمالة، ترجع إلى ذكائه الاجتماعي الذي يستغله لاتصال سلسلة من صلات الصداقة والرحم والقرابة.

الرأسمال الرمزي:

ويحتوي على الرأسمالية الاقتصادية، والرأسمالية الاجتماعية، والرأسمالية الثقافية، وبهذه الأصناف يمتاز الشخص مجتمعياً عن غيره من الأشخاص الآخرين.

وقد زاد بيير بورديو رأسمالاً آخر في كتابه (أسئلة في علم الاجتماع)، أطلق عليه بالرأسمال اللغوي؛ ﻷن بهذا الرأسمال تتمكن طائفة ما أن تفرض ذاتها وانتهاء وجودها، وبالتالي تنتفع من الحكم ومن امتيازات مادية ومالية وثقافية ورمزية.


شارك المقالة: