مفهوم السوسيولوجيا عند فلفريدو باريتو في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


مفهوم السوسيولوجيا عند فلفريدو باريتو في علم الاجتماع:

إذا كان باريتو قد تعلم الاقتصاد تعلماً علمياً عميقاً، طبقاً لمنهجية علمية تجريبية وإحصائية، حيث تمكن من الوصول إلى سلسلة من النظريات الاقتصادية المميزة والمتصلة باسمه، فإن هذا العلم لا نستطيع توضيحه إلا في مدى قليل، فلا بدّ اللجوء بالتحليل الاجتماعي لشكله العام.

وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدل على مدى التداخل القائم بين علم الاقتصاد وعلم الاجتماع، فكل واحد يفسر الآخر، إذ هناك ترابط وطيد بين ما هو خاص بما هو عام، وهكذا فعلم الاقتصاد علم خاص، في حين يعد علم الاجتماع علماً عاماً.

ومن مفهوم آخر، فرّق باريتو داخل ميدان علم الاجتماع، بين علم تجريبي منطقي يندرج ضمن خانة العلوم، والعلم غير المنطقي وغير التجريبي كما ينطبق ذلك على بعض المفاهيم الاجتماعية، مثل العدالة والتكاتف والتعاطف والتعبير، وهذه المفاهيم لا ترابط لها بالعلم البتة، فهي مصطلحات مجردة محضة، وذات طبيعة لاهوتية وأخلاقية وميتافيزيقية.

حيث يرى الباحث المصري أحمد الخشاب، وكان باريتو ينظر إلى المجتمع ككل متصل بين أجزائه وظواهره مستنداً على المنهج العلمي في تطبيقاته على الظواهر الاجتماعية، واضعاً نصب عينيه أن هدف العلوم جميعاً التواصل إلى معرفة العالم، من خلال عمليات التعميم والتجريد التي تجري على الحقائق المتواصلة من الحس أو التجربة، والهدف الأعلى هو السيطرة على تجربة المستقبل كلما أمكن ذلك، وأبعد من ذلك التنبؤ في حالات معينة الأمر الذي يعمل على تهيئة الفرد والجماعة أن تدير أمورها بحيث تستطيع مواجهة الواقع.

كما أنه أشار إلى علم الاجتماع كعلم منطقي تجريبي، فذهب إلى التفريق بين العلم المنطقي التجريبي، والعلم غير المنطقي التجريبي في تفسيره لتاريخ المجتمع، فالعلم لا بدّ أن يكون منطقياً تجريبياً بمعنى أنه يستند على الملاحظة والتجريب فقط، فكل تقويم أو تقدير أو إطلاق، لا يدخل في دائرة العلم، وكل فكرة لا تستجيب لهذا المنهج تعتبر غير علمية مثل التكاتف والعدالة والتعبير.

هذه الأفكار التي يزخر بها الفكر الاجتماعي المعاصر، وكثير من آراء سبنسر وكونت نحو التقدم غير علمية، بل هي من المنبع نفسه الذي صدرت عنه كل النظريات الخرافية التي انتقدوها.

المصدر: أصول البحث الاجتماعي، عبد الباسط حسن.علم الاجتماع الريفي، غريب سيد أحمد.محاضرات في تصميم البحوث، محمد سعيد فرح.مناهج البحث العملي، محمد الجوهري.


شارك المقالة: