مفهوم العنوان في علم العلامات

اقرأ في هذا المقال


اعتنى علم السيميولوجيا اعتناءً كبيراً بالعنوان في النصوص باعتباره نظاماً سيميولوجياً ذو أبعاد إرشادية وأخرى رمزية تحثّ الباحث بمتابعة دلالاته، ومحاولة حل شيفرته الرامزة، فقد عرف ليوهوك العنوان بأنه سلسلة من الرموز اللسانية وهي كلمات منفردة، جمل، نص، التي يمكن أن تدرج على أساس نصه لتعينه وتشير على مضمونه العام وتعرف الجمهور بقراءته.

مفهوم العنوان في علم العلامات

الباحث في أغلبية الدراسات المستندة على المنهج السيميائي يُعرف بصورة مبيّنه الاهتمام الكبير التي يحظى بها العنوان كونه أنه نص مختزل ومكثف ومقتصر، له صلة مباشرة بالنص الذي وسِم به، فالعنوان والنص يكوّنان ثنائية والصلة بينهما يربطها بالنص لحظة الكتابة والقراءة معاً فتكون للنص بمثابة الرأس للبدن نظراً لما يتميز به العنوان من سمات تعبيرية ومميزة كبساطة النص وغزارة الدلالة وأخرى استراتيجية إذ يشغل الصدارة في فضاء النص.

يعتبر العنوان من أبرز الأسس التي يستند عليها التفوق النصي المعاصر، لذلك اتخذه المؤلفون بالاعتناء والمبالاة بالأخص في الإنتاج الشعري الجديد والمعاصر، كل هذا دفع إلى التفنن في تقديمه للمتلقي، حتى يكون مصدر إلهامه، ومحفزاً للبحث في أغوار هذا العمل الفكري، مع مراعاة أذواق الناس في الوقت ذاته، واحتياجات الساحة الشعرية التي هي سوق رائجة لهذه المادة الخام التي تحتاج إلى متلقي ذكي يفهم شفراتها، فكان المبدع إجباراً بمرعاة معادلة فنية لإنتاجه النصي.

هذا ما دفع بالسيميولوجيا إلى التركيز على العنوان الذي بات علماً مستقلاً بنفسه يطلق عليه علم العنونة، وله علاقة في عملية الأساس الخطابي للنصوص الأدبية بالأخص السردية، والشعرية منها لهذا فالعنوان الشعري يلعب دوراً هاماً في لفت النظر المتلقي لرسالته، وهو العنوان المفتوح على إشارات هلامية كثيرة لروى المتعلمين.

وقد فطن المجتمع إلى الاهتمام بالعنوان، وعرف وظائفه عن طريق إخراجه، ومراعاة متطلب الحال للمتلقين لهذا التفوق، الذي يعكس قراءتهم، فالعنوان حسب الدراسات النقدية الجديدة نجده يؤدي دور المنبه، فهيمنته الجبارة تزيد بظلالها على النص، فيكون النص مستباحاً لهيمنته، ثم إنه نقطة الوصل بين طرفي الرسالة، متضمنه في التفوق والمستقبل وإنه يعد بداية اللذة.


شارك المقالة: