مقاربة النوع الاجتماعي والتنمية

اقرأ في هذا المقال


ما هو الارتباط بين مقاربة النوع الاجتماعي والتنمية؟ وكيف يمكن تفعيل التنمية في علاقتها بالنوع الاجتماعي؟ إن دراسة هذه الارتباطات بين النوع والتنمية من شأنه أن تساعد في توسيع النقاش العلمي حول مقاربة النوع الاجتماعي، وعلاقته بمحددات التنمية في متنوع جهاتها ويساعد على تخطي القصور الذي يلحق برامج واستراتيجيات التنمية.

مقاربة النوع الاجتماعي والتنمية

تقوم التنمية وفق مقاربة النوع الاجتماعي على أصل تفكيك البناءات الثقافية وبناء الارتباطات الموجودة على مبدأ التكافؤ بين الجنسين، إن تفكيك الارتباطات القائمة على التمييز والهيمنة الذكورية ليعتبر خطوة أساسية من أجل هدم أسس اللامساواة بين الجنسين في كافة المجالات ووضع أسس جديدة لعلاقات مبنية على تكافؤ كلا الجنسين.

ولهذا فإن تطبيق مقاربة النوع في السياسات الاجتماعية وفي السياسات التنموية بشكل خاص، من شأنه أن يساهم في الحد من اللامساواة بين الجنسين عن طريق إشراك الرجال والنساء في برامج التنمية بمختلف أبعادها وفي كافة مراحلها، في عمليات التخطيط والتنفيذ والتقويم، وكذلك في اقتسام موارد العيش من أرض والاستفادة من كل الإمكانات التي تساهم في بناء الاقتصاد.

مع اشراك المرأة في برامج التنمية يتحول مفهوم النوع تدريجياً من أداة للفهم التحليل إلى أداة لقياس وتقييم نجاحة المشاريع التنموية، ومدى تحقيقها ﻷهدافها وتحقيق النفع لكل من الفئات الاجتماعية في أوساط الرجال والنساء، أي تقييم ومراقبة مدى تحقيق العدالة الاجتماعية في تقاسم الخيرات المادية.

التنمية البشرية والنوع الاجتماعي

تهتم التنمية البشرية على العنصر البشري ومنذ السبعينات بدأت السياسات التنموية تستند على أهمية العنصر البشري، بعد أن كان الاهتمام يركز على الفرد كمورد اقتصادي ينتظر منه نسبة ارتفاع الإنتاج وتقدمه، أصبحت التنمية تمتلك معنى أكثر شمولية، وباتت تعني التوازن بين المتطلبات الاقتصادية والمسائل الاجتماعية والاهتمامات البيئية والديناميكية الديموغرافية مع اعتبار الفرد وسيلتها ومبتغاها.

ومن هذا الصدد يعد احترام حقوق كافة أنواع البشر نساء أو رجال، كبار السن أو الشباب، ريفيين أو حضريين، الأسس المرافقة والمساندة للتنمية، وتصبح التنمية الإنسانية تبعاً لهذا التعين، مقصوداً بسيطاً، لكنه ينطوي على إشارات بعيدة الأثر، ففي المركز الأول، توقر الخيارات الإنسانية حينما يمتلك المواطنين المهارات، وتتاح لهم الفرص لاستخدامها، ولا تساهم التنمية البشرية إلى زيادة القدرات والفرص فقط، ولكنها تساهم أيضاً إلى ضمان الاستقرار والرفاه.


شارك المقالة: