يعتبر ثالث سلاطين الدولة السلجوقية تولى السلطة بعد أباه ألب أرسلان وخلال فترة حكمه توسعت الدولة بشكل كبير وامتدت من كاشغر في أقصى الشرق إلى القدس في الغرب، بالتالي شملت الجزء الإسلامي بأكمله من القارة الآسيوية باستثناء شبه الجزيرة العربية ودول جنوب شرق آسيا.
لمحة عن ملكشاه سلطان الدولة السلجوقية
بعد معركة سمرقند التي نفذها السلطان ألب أرسلان سنة 465، وقبل موته جراء إصابته على يد يوسف الخوارزمي أمر بمبايعة ابنه ملكشاه، حيث قام بتعيين وزيره قوام الدين “نظام الملك” ولياً له وطلب احترامهم والامتثال لأوامرهم.
لما مات أبوه ألب أرسلان كان ملكشاه معه ولم يرافقه قبل ذلك في رحلة إلا هذه المرة فتولى الأمر من بعده بإرادة أبيه وقسم الأمراء والجنود لطاعته، حيث نصح وزيره نظام الملك بتقسيم الدولة بين أولاده وتكون مرجعتهم ملكشاه ففعل ذلك وعبر معهم نهر جيحون عائدين إلى الدولة.
حياة ملكشاه سلطان الدولة السلجوقية
لما وصل إلى الدولة وجد بعضاً من أعمامه وهو قروت بك صاحب كرمان الذي خرج ضده فتبعه بعض جند ملكشاه وأسروه وحملوه إلى ملكشاه فتوب واكتفى بالقبض ولا يقتل فلم يجبره ملكشاه على ذلك، حيث عد له خارطة مليئة بكتب أمرائه وجعلوه يخرج عن طاعته وجعلوها خيراً له فدعا السلطان الوزير نظام الملك وأعطاه الخريطة ليفتحها و ويقرأ ما بداخلها ولم يفتحها.
لقد كان هناك مدفع نار وألقى الخريطة فيها فاحترقت الكتب فكانت قلوب الجنود هادئة وآمنة واستقروا على الخدمة بعد أن كانوا خائفين من الخريطة لأن معظمهم منهم كتبوا ذلك، حيث كان هذا سبب ثبات أقدام ملكشاه في السلطنة وقد تم ترقيمها في مناظر جميلة لنظام الملك.
لقد أمر ملكشاه بقتل عمه ووضعت الأحكام للسلطان وفتح الدولة وتوسعت المملكة عليه وملك ما لم يملكه أحد من ملوك الإسلام، حيث مملكته كانت كل بلاد ما وراء النهر أرض الهيتالة وباب الأبواب والعراق والشام وكان يخاطب كافة منابر الإسلام ما عدا الدول من المغرب العربي.
يقال عن ملكشاه أنه كان من أحسن السلاطين في سيرته الذاتية وأن القوافل كانت تمر من أقصى الشرق إلى المقود في عهده بأمان دون أن تتعرض للهجوم أو الأذى.