تصف العديد من الدراسات النوعية تنوع الإدراك أو السلوكيات المحددة في مجموعة سكانية عن طريق مقابلات شبه منظمة مع عينة صغيرة من السكان حتى الآن، ولا يزال هذا النوع من البحث النوعي غير محدد في الأدبيات المنهجية، ويقال إن معظم هذه الدراسات يمكن تصنيفها من خلال التسمية المسح النوعي، بينما يحلل المسح الإحصائي التكرارات في خصائص الأعضاء في مجتمع ما، فإن المسح النوعي يحلل تنوع خصائص الأعضاء داخل مجموعة سكانية.
المسح النوعي والمسح الإحصائي للسكان
تستكشف العديد من الدراسات التجريبية تنوع بعض السلوكيات أو الإدراك داخل مجموعة سكانية معينة، بناءً على حوالي عشرة إلى خمسين مقابلة شبه منظمة مع أعضاء مختارين من تلك المجموعة السكانية، وعادةً ما يتضمن التحليل مقارنة بيانات المقابلة لكل موضوع تم الاستفسار عنه ثم ملخص تنوعها في عدد من الفئات (الموضوعات المثيرة للقلق، وأنواع السلوك، والمواقف، وما إلى ذلك).
وفي هذه الدراسة، تم تبرير هذه الفئات بالاقتباسات من المقابلات، وغالبًا ما يتم تصنيف هذا النوع من البحث على أنه دراسة نوعية، ولقد انتقد العديد من المؤلفين التبريرات المنهجية الضعيفة أو حتى الارتباك فيما يتعلق بمنطق هذا النوع البسيط من البحث النوعي، ولكنهم لا يقدمون تشخيصًا واضحًا للارتباك الذي ينطوي عليه الأمر ولا يقدمون حلاً له.
وقد يكون تنوع خصائص الأعضاء محددًا مسبقًا أو مطورًا في تشفير مفتوح، ويتم تحديد ثلاثة مستويات من تحليل التنوع:
- الوصف أحادي البعد.
- الوصف متعدد الأبعاد والتحليل التوضيحي.
- والوصف الذي قد يتطور إما بطريقة موجهة نحو المفهوم أو بطريقة موجهة نحو الوحدة.
المسح النوعي
والهدف من هذه الدراسة هو توضيح المشكلة المنهجية لمنطق البحث المسحي النوعي وموقعه في مجال مناهج البحث الاجتماعي من خلال تحديد منطق هذا النوع الأساسي من البحث التجريبي، يطور القسم الثاني من هذه الدراسة مفهوم المسح النوعي لتحديد هذا النوع من البحث.
وفي علم الاجتماع، تشير كلمة مسح إلى دراسة السكان من خلال ملاحظة أعضائها، كما تم إجراؤها على مر العصور في التعدادات. في العصر الحديث، تستخدم معظم الاستطلاعات عينة من الأعضاء لقياس خصائص السكان، كما في هذا التعريف بواسطة (GROVES et al) المسح هو طريقة منهجية لجمع المعلومات من (عينة من) الكيانات لغرض إنشاء واصفات كمية لسمات المجتمع الأكبر الذي تكون الكيانات أعضاء فيه.
قد يشمل السكان الذين قيد الدراسة إما سكان بلدة أو بلد، أو أعضاء فئة معينة مثل المدرسين أو لاعبي التنس الأيسر، وما إلى ذلك، النقطة المهمة هي أن الدراسة لا تلاحظ التفاعلات الاجتماعية أو الاتصالات بين الأشخاص أو المؤسسات في مجموعة سكانية معينة، ولكن فقط خصائص الأفراد المعنيين، على سبيل المثال استهلاك الكحول، والانتماء السياسي، واللون المفضل للغطاء وما إلى ذلك.
فيما يتعلق بمجموعة البيانات، فإن السمة المميزة لبحوث المسح ليست تقنية جمع البيانات ولا خصائص البيانات (في حد ذاتها)، ولكن المتغير المستطيل حسب بنية مصفوفة الحالة لمجموعة البيانات والشكل المترتب على التحليل حسب جرد العمود والتحليل التبعي عن طريق مطابقة التباين في متغير واحد مع المتغيرات في المتغيرات الأخرى.