الكتاب في عهد هشام بن عبد الملك:
كان الكثير من كُتَّاب الخليفة هشام بن عبد الملك يقومون بعمل الوزير ولا يتسمون بذلك، ومنهم من تولَّى ديوان الخراج، ومنهم من تولَّى ديوان الرسائل، وآخرون تولَّوا ديوان الجُند، وديوان الصدقة، وديوان الخاصة، وكان سعيد بن عمرو بن جبلة الأبرش الكلبي ممن تولَّى الكتابة، وكان له نفوذ عظيم في بلاط الخليفة وتوجيه سياسته، ويقول الجهشياري: وكان يكتب لهشام سعيد بن الوليد بن عمرو بن جبلة بن الأبرش الكلبي، ويُكنَّى أبا مجاشع، وكان غالباً عليه.
وقال الطبري في رواية له: أن نصر بن سيار والي خراسان قام بعقد صلح مع السند وفقاً لشروط، ولم يوافق عليها الخليفة هشام بن عبد الملك، وعندما كلَّمه كاتبه سعيد بن عمر الكلبي على ذلك وافق على الشروط المطروحة، وكان إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب قد تولَّى ديوان الصدقة لهشام، كما أنه ولَّاه على ضِياعه التي يمتلكها في الأردن، وكان جُنادة بن أبي خالد يكتب للخليفة على الطرز واسمه موجود على الثياب الهاشمية.
كما أن سالم بن عبد الرحمن وهو مولى سعيد بن عبد الملك كان قد تولَّى ديوان الرسائل، وكان بشير بن أبي دلجة نائباً له، وكان قدر سالم عظيم في دولة الخليفة هشام؛ حتى أنه كان يمشي في موكب هشام ويستوقف الناس ويسأل عن احتياجاتهم، ويقول الطبري: كان يقدم الرجل الغريب فيسير معه، فيقف سالم ويقول: حاجتك ويمنعه أن يسير معه وكان سالم كأنه هو أمَّر هشاماً.
وكان تاذري بن أسطين النصراني كاتب هشام الذي ولَّاه ديوان حمص، وبهذا يتضح بأن الخليفة كان يستعين أحياناً في تسيير شؤون الدولة بأهل الذمة، وكان الربيع بن زياد بن سابور على ديوان الخاتم وهو مولى الحريش، وكان نقش خاتم هشام: الحُكم للحكيم، وعمل على إضافة الربيع ديوان الحرس الذي كان يتولاه مولى نصير، أما بالنسبة لديوان الخراج فقد كان يتولاه أسامة بن يزيد ثم قام هشام بعزله وولَّى عبيدة بن الحجاب مولى بني سلول بدلاً منه.
ثم قام هشام بن عبد الملك بإسناد عمل آخر لعبيدة بن الحجاب وأعطى ديوان الخراج لسعيد بن عقبة، وكان على ديوان الخاتم الصغير والخاصة مولاه اصطخر بن الزبير، وكان على الخزائن، أما عبد الله بن عمرو بن بن الحارث كان على بيت المال، وكان كعب بن حامد العبسي يتولَّى شرطة الخليفة وبقي لمدة ثلاثة عشر عاما، ثم أعطاه ولاية أرمينيا وأذربيجان، ثم أعطى الشرطة إلى يزيد بن يعلم بن صخم العبسي، أما غالب بن مسعود كان على حجابة.
أمراء الحج في عهد هشام بن عبد الملك:
كان هذا المنصب مهم جداً في الدولة الأموية؛ لأن صاحبه يكون مسؤولاً عن إدارة أمور الحج، وتدبير شؤونه ومعالجة المشكلات المحتملة الحدوث، ولهذا اقتصرت أمور الحج في عهد هشام عليه نفسه أو أحد أفراد أسرته والمقربين منه، مثل خاله إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي، وخاله الآخر محمد بن هشام بن إسماعيل المخزومي، والوليد بن يزيد بن عبد الملك، و خالد بن عبد الملك، ومسلمة بن هشام، ويزيد بن هشام.