شعب الأنجلوسكسونيون:
يعتبر شعب الأنجلوسكسونيون أحد القبائل الجرمانية التي سكنت في إنجلترا في القرن الخامس، وقاموا بالهجرة إلى بريطانيا وقاموا بتأسيس مملكة إنجلترا، وكان للغتهم وثقافتهم تأثير كبير على الشعب الإنجليزي، واستمر حكمهم في إنجلترا حتى قامت شعوب النورمان بغزوها، ولا تزال تأثير ثقافة شعب الأنجلوسكسونيون على إنجلترا إلى يومنا الحالي، وكما كان لوجودهم دور كبير في نشر المسيحية.
تاريخ شعب الأنجلوسكسونيون:
في القرن الخامس عشر ميلادي وعند دخول الأنجلوسكسونيون إلى إنجلترا وإقامتهم فيها، ازدهر الأدب والفنون وقاموا ببناء المراكز التعليمية فيها، وكانت لغتهم هي اللغة المتداولة في إنجلترا والتي يطلق عليها حالياً اسم اللغة الإنجليزية القديمة، كما توجد في إنجلترا الكثير من المباني التي يعود تاريخها إلى شعب الأنجلوسكسونيون، وعلى الرغم من تعرض إنجلترا إلى الغزوات الكثيرة وخاصة غزوات الدنمارك، إلا أنّ الأنجلوسكسونيون بقوا محافظون عليها وبقيت إنجلترا تحت سيطرتهم حتى غزتها شعوب النورمان.
كما كان لشعب الأنجلوسكسونيون دور كبير في نشر المسيحية في إنجلترا وبناء الكنائس والتي كانوا يهتمون فيها بشكل كبير، وتشير الدراسات بأنّ مصطلح الأنجلوسكسونيون يعود إلى القرن الثامن ميلادي، وقد أطلق ذلك المصطلح عليهم؛ من أجل تميز الشعوب الجرمانية المقيمة في بريطانيا وفي شمال ألمانيا.
كانت بداية دخول شعب الأنجلوسكسونيون في العصور الوسطى وذلك بعد انتهاء حكم الإمبراطورية البريطانية في بريطانيا، فكانت أوروبا تعيش في تلك الفترة في عصر الهجرات، وكانت القبائل تقوم بالهجرة إلى أوروبا، فوجدت من بريطانيا المنفصلة جديداً عن الإمبراطورية الرومانية مكاناً للإقامة فيها، فقامت شعوب القوط والفرنجة واللومبارديين في الإقامة فيها وخاصة بأنّ بريطانيا كانت تعاني من تمردات وثورات في الحكم؛ ممّا دفعهم إلى استغلال الموقف والتوجه إلى بريطانيا.
الاستفسار المستمر ما هو سبب هجرة شعب الأنجلوسكسونيون إلى بريطانيا؟ ولعل السبب الرئيسي حسب الدراسات بأنّ أراضي شعب الأنجلوسكسونيون تعرضت إلى الفيضانات والتي عَملت على تدمير أراضيهم ولم يعد باستطاعتهم زراعتها، كما كانت بريطانيا تعاني في تلك الفترة من هجرة الرومان من أراضيهم فلم يعد لديها من يدافع عن أراضيها؛ ممّا دفعها إلى الطلب من الأنجلوسكسونيين الإقامة في أراضيهم والدفاع عنهم، وتمكنوا خلال ذلك السيطرة على معظم بريطانيا.
شعوب الوندال:
تعتبر شعوب الوندال من القبائل الجرمانية الشرقية والذين كانوا يعتنقون الديانة المسيحية، لكنهم كانوا من الشعوب المظلومة والمسلوبة حقوقهم من قَبل الكنيسة في الإمبراطورية الرومانية والذين قاموا بالهجرة وتأسيس ممالك خاصة بهم في إيطاليا وفرنسا وصقلية، وفي القرن الخامس ميلادي قاموا بالهجرة إلى شبه جزيرة أيبيريا وفي شمال أفريقيا وتمكنوا من تأسيس مملكة لهم في تلك المناطق، ومن ثم قاموا بالتحالف مع مملكة القوط الغربيين والشرقيين وشكلوا تحالف ضد الرومان.
تاريخ شعوب الوندال:
هناك عدة أراء إلى أصل شعوب الوندال وإلى أصل الأراضي التي قدموا منها، فبعض المؤرخين يقولون بأنّ أصلهم يعود إلى النرويج والبعض الأخر يقول بأنّ أصولهم من السويد والدنمارك ومن ثم قاموا بالهجرة عبر بحر البلطيق إلى شبه جزيرة اسكندنافيا، وكانت سبب هجرتهم عندما قامت قبائل القوط بإجبارهم الخروج من أراضيهم والإقامة إلى جانب الأراضي الجنوبية الإمبراطورية الرومانية والتي كانت بالتحديد أراضي بولندا وألمانيا، لتبدأ من هنا الصراعات بينهم وبين الإمبراطورية الرومانية.
عندما قامت بشن الغارات على الإمبراطورية الرومانية وقامت بتقسيم شعبها إلى قسمين للإقامة على أراضي الإمبراطورية الرومانية، ومع اشتداد الصراع بين الطرفين رأت الإمبراطورية الرومانية بضرورة عقد السلام مع شعوب الوندال والسماح لهم الإقامة في بعض أراضيها وكانت قد سمحت لهم الإقامة في المجر ومملكة داقية، ومن ثم قام شعوب الوندال بالهجرة إلى غرب أوروبا وكانوا ينوون الوصول إلى بلاد الغال؛ ممّا إلى حدوث اشتباك بينهم وبين الإفرنج وتمكنوا في نهاية المعركة من هزيمة الإفرنج.
استمر شعوب الوندال بالتنقل حتى تمكنوا من الوصول إلى شبه الجزيرة الإيبيرية ووضعها تحت حكمهم، ومن ثم قامت قبائل القوط بالقدوم إليها؛ ممّا أدى إلى حدوث صراع بينهم لضم أيبيريا إلى أراضيهم، وتمكن القوط من هزيمة شعب الوندال والسيطرة على أيبيريا.
كان شعب الوندال في تلك الفترة يعاني من صراعات داخلية على الحكم، الأمر الذي إلى إضعافهم وعلى الرغم من ذلك تمكنوا من السير حتى سيطروا على قرطاج وروما والتي قاموا بنهبها وتدميرها، وقد كانت نهاية وجودهم على يد الإمبراطورية البيزنطية والذين خاضوا معها صراعاً شديداً لم يمكنهم من الصمود.
