من هم عائلة آل بوربون؟

اقرأ في هذا المقال


عائلة آل بوربون:

تعتبر عائلة آل بوربون من أهم العائلات الأوروبية، وينتمي إليها الملك “لويس الأول” هم أهم ملوك فرنسا، وحكمت عائلة “آل بوربون” إسبانيا وصقلية، كما تشير الدراسات بأنّهم قاموا بحكم لوكسمبورغ أيضاً، وكان أول ظهور لعائلة “آل بوربون” في 1268 ميلادي، واستمر وجودهم لمدة ثلاثة قرون، وانتهى حكمهم عند قيام الثورة الفرنسية وانهيار الإمبراطورية الفرنسية الأولى.

أصل عائلة آل بوربون:

يرجع تاريخ عائلة “آل بوربون” إلى القرن الثالث عشر ميلادي، وتعتبر من أكبر العائلات النبيلة في أوروبا، وكان معظم ملوكها، هم الملوك الفرنسيين، الذين توالوا على حكم فرنسا لفترة طويلة وإسبانيا وإيطاليا، وكان لهم دور كبير في تغير التاريخ الفرنسي والإسباني.

يعتبر الملك “هنري الرابع” من أهم ملوك فرنسا، وكان ابناً للملك “لويس التاسع”، ول فترة حكمه عاشت فرنسا في حالة من السلام والهدوء، وقبل توليه العرش خاض الملك “هنري الرابع” عدداً من الحروب لتولي العرش، فقد لاقى الرفض من الشعب الفرنسي؛ وذلك بسبب اتباعه المذهب البروتستانتي وكان الشعب الفرنسي يتبع المذهب الكاثوليكي، الأمر الذي أدى إلى اندلاع حرب أهلية في فرنسا، فقام الملك “هنري الرابع” بإرسال جنوده للسيطرة على باريس، ولم يتمكن من غزوها؛ وذلك بسبب حماية إسبانيا لها.

قام الملك “هنري الرابع” باعتبار أنّ الديانة الكاثوليكية هي الديانة الرسمية في فرنسا، وتم بذلك إنهاء الحروب الدينية فيها، كما تم الاتفاق على إنهاء الحرب مع إسبانيا، ووضع حدود بين إسبانيا وفرنسا، واعترفت إسبانيا بأنّ الملك “هنري الرابع” ملكاً رسمياً لفرنسا، وكان له دور كبير  في تطورها، وأصدر القرارات المهمة، ومن أهم تلك القرارات التي كان لها أثر إيجابي لدى الشعب الفرنسي؛ هو خفض الضرائب وتحسين مستوى الخدمات وبناء قنوات المياه.

كما شكل تحالفاً مع السويد وخاض الملك “هنري الرابع” حرب الثلاثين عاماً ضد عائلة “آل هابسبورغ”، ومع ذلك الانتصار الذي حققته فرنسا، أصبحت من أهم الدول وأكثرها سيطرة في أوروبا، وعندما بدأت فرنسا بازدياد قوتها، اتحدت كلاً من إنجلترا وهولندا بتشكيل تحالف مع النمسا، وأدى ذلك إلى بداية حرب الخلافة الإسبانية، وبدأت الدول الأوروبية تشكل اتحادات للاستيلاء على الحكم وفرض القوة في أوروبا.

حكم الملك “لويس الخامس عشر” فرنسا لفترة قصيرة، وعندما توفى تولى الملك “لويس السادس عشر” الحكم، وتزوج من ملكة النمسا الملط “ماري انطوانيت”، وكان له دور كبير في الثورة الأمريكية التي قامت ضد بريطانيا، وعند بدء الثورة الفرنسية، بدأت فرنسا تعاني من اضطرابات مالية؛ ممّا دفع الملك “لويس السادس عشر” إلى بيع العقارات الفرنسية، الأمر الذي أغضب الشعب الفرنسي، فتمّ تشكيل الجمعية الوطنية الفرنسية وأصدرت قانوناً جديداً وأجبرت الملك “لويس السادس عشر” القبول فيه.

تم إصدار قرار بإلغاء النظام الملكي في فرنسا وإصدار الجمهورية الفرنسية؛ ممّا دفع الملك “لويس السادس عشر” إلى الفرار وتم القبض عليه وإعدامه؛ ممّا أدى إلى انتهاء حكم آل بوربون في فرنسا في ذلك الوقت، أدت الثورة الفرنسية والحروب الأهلية في فرنسا إلى التأثير بشكل كبير على ملوك “آل بوربون” في باقي الدول الأوروبية، كما تم في تلك الفترة غزا نابليون مملكة صقلية وإنهاء حكم ملكها فيها الذي ينتمي إلى عائلة “آل بوربون” وعين أحد أقاربه ملكاً فيها.

قامت إسبانيا بإعلان الحرب على فرنسا، بعد أن كانت تشكل تحالفاً وسلاماً معها؛ ممّا أدى إلى تنازل ملك إسبانيا عن حكمه وتسليم الحكم إلى نابليون، وأدى ذلك التصرف إلى غضب الشعب الإسباني، وبالتالي قيام الحرب الأهلية الإسبانية، وأدت الحرب إلى سقوط حكم نابليون.

ومع انتهاء حكم نابليون ونفيه عاد الحكم إلى عائلة “آل بوربون” ليتم تتويج الملك “لويس الثامن عشر” ملكاً لفرنسا، وكان من أكثر اهتماماته بطبقة النبلاء؛ ممّا أدى إلى غضب الطبقة الوسطى ونشوب خلافات بينهم، انتهى الحكم الثاني لعائلة “آل بوربون” سريعاً؛ ممّا أدى إلى انهيار الجمهورية الفرنسية الثانية.

خلال تلك الفترة كان حكم “آل بوربون” قائماً في إسبانيا وإيطاليا، لكن كانت هناك عدة صراعات لتولي الحكم، وأدت تلك الأمور إلى نشوب الخلافة الإسبانية والحروب الأهلية في إيطاليا، سعت إسبانيا إلى حماية حكمها، فخططت لتشكيل تحالف مع فرنسا، وفي ذلك الوقت اندلعت حرب الخلافة النمساوية وحرب الخلافة البولندية، وكان السبب في تلك الصراعات السيطرة على الأراضي الإيطالية.


شارك المقالة: